التوبة إلى الله تعالى،والعودة إليه دائمًا ترغيم للشيطان،وقطع لخططه في إغواء الإنسان ،فمهما فعل الإنسان من ذنب فعليه أن يلجأ إلى مولاه،فإنه لا غنى له عنه ،ولا نجاة له إلا بفضله.

يقول الشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر الأسبق -رحمه الله تعالى-:
أيها المسلم، أَقِم على الدعوة وأَوْفِ بالعهد إن العهد كان مسؤولاً، واعلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فيزين له القبيح ويوسوس له بالباطل، ويحاول أن يُغويَه ويفتنه عن دينه بكل وسيلة حتى يَبَرَّ في قسَمه: (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) وحبائله شتى ووسائله كثيرة، ولا نجاة من شَرِّه إلا بتقوى الله والاعتصام بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
واعلم أن الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر، وأن المؤمن إذا ارتكب ذنبًا ثم تاب إلى الله وندم على ما فعل، قبل توبته ومَحَا حَوْبَته. فلا يَمْنَعنَّك من متابعة الطاعة ما فَرَطَ منك من معصية، ولا يَصُدَّنَّكَ عن الحق سَبْقُ الوقوع في الباطل، واستَعِن بالله وبما في القرآن من هدًى على نفسك وقرينك، وأَدِم تلاوة الذكر الحكيم، ولا تجالس إلا الأخيار، وعُد إلى ربك عابدًا قانتًا، والله يتولى هداك، ومنه التوفيق والمَعُونة.