مبطلات الصيام نوعان:

-نوع يبطله ويوجب القضاء مثل الحيض والنفاس ، وهذا لا إثم فيه ، والأكل والشرب عمدا ، والتدخين ، والاستمناء ، وهذه الثلاثة الأخيرة فيها الإثم مع القضاء.

-ونوع يوجب القضاء والكفارة والإثم وهو الجماع .

ما يفطر الصائم نوعان:

-نوع يفطره ويوجب القضاء فقط.

-ونوع يفطره ويوجب القضاء والكفارة.

الأول: ما يفطره ويوجب عليه القضاء: –

وبعض هذا لا إثم على الصائم فيه، مثل نزول دم الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة.
وبعضها فيه إثم كبير، وهو الأكل والشرب عمدًا، ومثله التدخين، وكذلك تعمد إنزال المني بالمباشرة أو الاستمناء ونحوه.
أما من أكل أو شرب ناسيًا، فلا يفطر وصيامه صحيح، ولا قضاء عليه ولا كفارة.

والحديث الآخر: “من أفطر في رمضان ناسيًا فلا قضاء عليه ولا كفارة” (رواه الدارقطني والحاكم وصححه على شرط مسلم، وقال الحافظ في التلخيص: إسناده صحيح).
قال ابن القيم: (فليس هذا الأكل والشرب يضاف إليه فيفطر به، فإنما يفطر بما فعله وهذا بمنزلة أكله وشربه في نومه، إذ لا تكليف بفعل النائم، ولا بفعل الناسي) (زاد المعاد -59/2 ط. الرسالة).

وهذا هو رأي جمهور الفقهاء، ولم يخالف في ذلك إلا الإمام مالك، ولكنه محجوج بالأحاديث الصحيحة الواضحة الدلالة على مذهب الجمهور.

والثاني من المفطرات: ما يوجب القضاء والكفارة على الصائم: وهو الجماع لا غير عند الجمهور.

وقد روى الشيخان عن أبي هريرة: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله، قال “وما أهلكك؟” قال: وقعت على امرأتي في رمضان، فقال: “هل تجد ما تعتق رقبة؟” قال: لا، قال: “فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟” قال: لا، قال: “فهل تجد ما تطعم ستين مسكينًا؟”، قال: لا، ثم جلس، فأتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فقال: “تصدق بهذا”، فقال: أفقر منا؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا! فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، حتى بدت أنيابه، ثم قال: “اذهب فأطعمه أهلك”.

وفي رواية البخاري: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟.

وفي رواية أبي داود قال: فأتى بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعًا، وفيها قال: “كله أنت وأهل بيتك، وصم يومًا، واستغفر الله” (قال النووي: وإسناد رواية أبي داود هذه جيد، إلا أن فيه رجلاً ضعفه وقد روي له مسلم في صحيحه ولم يضعف أبو داود هذه الرواية.