مبدأ الاعتراض على الخَطيب بأي وجه من الوجوه ليس ممنوعًا، ولكن ينبغي أن يكون بأسلوب حكيم. وقد ثبت أن امرأة اعترضَت على عمر ـ رضي الله عنه ـ في خُطبته وهو ينهي عن المغالاة في المهور،وأن رجلاً قال له: والله لا سمِعْنا قولَك ولا أطعْنا أمرك، عندما قال لهم: اسمعوا قولي وأطيعوا أمري، إلى غير ذلك من الحوادث.
ومن هنا لا نجد مانعًا من تصحيح خطأ، أو وضع وقع فيه الخطيب، سواء أكان ذلك بالكلام أو التصفيق أو غيرهما، بشرط ألا يترتّبَ عليه لغَط أو تشويش يتنافى مع جلال الموقف، فإن استجاب فبها، وإلا فلا يجوز الإلحاح في التنبيه، فقد يكون لذلك رد فعل سيِّئ بأي وجه يكون.
ونُوصي الخطيب بتقصير الخطبة كما هو هديُ النبي ـ ـ ، وليس للتطويل ولا للتقصير حد معيّن، فهما يرجعان إلى أهمية الموضوع وإلى الظروف الأخرى كالحرّ والبرد والمطر والسّفر وغيرها. مع العلم بأن في المستمعين ذوى أعذار، فالتقصير أفضل، وإذا كان للموضوع توضيح فليكن بعد الصلاة لمن أراد أن يستزيد من المعرفة.