الأسرة المسلمة تعد كيانًا له أصالته في بناء المجتمع، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، وإذا فسدت فسد المجتمع، وإنَّ الله جلت قدرته جعل بين الزوجين مودة ورحمة، وجعل ثمار هذا الزواج الذرية التي تنطلق في الأرض للإصلاح والتعمير.

فعندما ينفصل الزوجان عن بعضهما بالطلاق، الرجل يبحث عن إمرأة أخرى يتزوجها، وكذلك المرأة، والضحية تكون الأبناء؛ لأنهم يضيعون ويشردون، لا يجدون حضنًا دافئًا يحميهم، ولا راعيًا يرعاهم، فينطلقوا في الشوارع كالبهائم السائمة، الذين يطلق عليهم “المتسولون” وبعضهم يفسد في التعليم لعدم المتابعة، فيضل الأبناء ويعيشون عالة على المجتمع المسلم.

ويتحمل مسئولية ذلك الأب والأم اللذان يعيش كل منهما في بيت آخر.
نتغلب على ذلك بأن يتعامل كل من الزوجين مع الآخر بالمنهج الإسلامي الذي ارتضاه الله للزوجين.

وعلى سبيل المثال عندما تخرج المرأة عن طاعة الرجل، فإنَّ الإسلام يرشد الرجل إلى أن يعالجها، يوجه لها نصيحة للعقل، ثم يردعها بعلاج نفسي في المضجع، ثم يضربها إن لم ترتدع؛ وصدق الله إذ يقول: ” وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا” [النساء/34] ، ثم بعد ذلك يلتجئ الزوجان للحكمين للإصلاح، وهذا باب من أبواب التغلب على الفساد الأسري.