إن معرفة صفة الصلاة وغيرها من العبادات من أهم ما يكون ، لأن بها يتحقق الشرط الثاني من شروط العبادات وهو متابعة النبي

ونحث كل مسلم أن يتلق صفة صلاة النبي من الكتب المعتبرة ، حتى يقوموها كما أقامها النبي وهي كالآتي:

بعد أن يأتي الإنسان بشروط الصلاة التي تسبقها ؛ من الطهارة ، وستر العورة ، واستقبال القبلة وغير ذلك ، يكبر ، فيقول : الله أكبر ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه ، أو إلى فروع أذنيه ، ثم يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى على صدره ، ثم يستفتح بما ورد عن النبي من الاستفتاح ، يستفتح بأي نوع ورد ، إما بقول (( اللهم باعد بين وبين خطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)) أو بقول : (( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك)) ، أو بغيرهما مما ورد عن النبي .

ثم يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم يقرأ الفاتحة ويقف على كل آية منها ، فيقول : ( الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين . إياك نعبد وإياك نستعين . اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم . ولاالضالين ) ثم يقرأ ما تيسر من القرآن ، والأفضل أن يقرأ سورة تامة ، تكون في الفجر من طوال المفصل ، وفي المغرب من القصاره غالباً ، وفي الباقي من أوساطه .

ثم يرفع يديه مكبرًا في الركوع فيقول : الله أكبر ، ويضع يديه مفرجتي الأصابع على ركبته ، ويمدّ ظهره مستوياً مع رأسه ، لا يرفع رأسه ولا يصوِّيه ويقول : سبحان ربي العظيم ، يكررها ثلاثا ، وهو أدنى الكمال ، وإن زاد فلا بأس .

ثم يرفع رأسه قائلا : سمع الله لمن حمده ، ويرفع يديه كذلك ، كما رفعهما عند تكبيرة الإحرام ، وعند الركوع ، ثم يقول بعد قيامه : ربنا ولك الحمد ، حمدًا اكثيرًا طيبًا مبركًا فيه ملء السموات وملء الأرض وملء مابينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ، ثم يسجد مكبراً ، ولا يرفع يديه حال السجود ، ولا يرفع يديه إذا هوى إلى السجود . قال ابن عمر رضي الله عنهما ، وكان لا يفعل ذلك – يعني الرفع – في السجود، ويسجد على ركبته ، ثم يديه ، ثم جبهته وأنفه ، يسجد على أعضاء سبعة ؛ الجبهة والأنف ، وهما عضو واحد والكفين ، والركبتين ، وأطراف القدمين، ويجافي عضديه عن جنبه، ويرفع ظهره ولا يمدّه ، ويجعل يديه حذاء وجهه ، أو حذاء منكبيه ، مضمومتي الأصابع ، مبسوطة ، ورؤس الأصابع نحو القبلة ، فيقول : سبحان ربي الأعلى ، أدنى الكمال ثلاث ، ويزيد ما شاء ، ولكن يغلّب في السجود جانب الدعاء ، لقول النبي  : ( أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم )

ثم يرفع من السجود مكبرًا ، ولا يرفع يديه ، ويجلس مفترشا رجله اليسرى ، ناصبًا رجله اليمنى ، ويضع يديه على فخذيه أو أعلى ركبته ، وتكون اليمنى مضمومة الأصابع الثلاثة ؛ الخنصر ، والبنصر ، والإبهام ، وإن شاء حلّق الإبهام مع الوسطى ، وأما السبابة  فتبقى مفتوحة ، ويحركها عند الدعاء ، ويقول : رب اغفرلي ، وارحمني ، واجبرني ، وعافني ، وارزقني . وكلما دعا حرك أصبعه نحو السماء ، إشارة إلى علو المدعو ، أما اليد اليسرى ، فإنها تبقى على الرجل اليسرى، على الفخذ ، أو على طرف الركبة ، مبسوطة ، مظمومة أصابها ، متجهاً بها إلى القبلة ، ثم يسجد السجدة الثانية كالأولى فيما يقال وما يفعل .

ثم يرفع من السجود إلى القيام مكبرًا ، ولا يرفع يديه عند هذا القيام ، لأن ذلك لم يرد عن النبي في حديث صحيح ، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر ، لكن تكون قراءته دون القراءة  في الركعة الأولى ، ويصلي الركعة الثانية كما صلى ركعة الأولى .

ثم يجلس للتشهد ويجلس للتشهد كجلوسه للدعاء بين السجدتين ، أي يفترش رجله اليسرى وينصب اليمنى ، ويضع يده اليمنى على رجله اليمنى ، ويده اليسرى على رجله اليسرى ، على صفة ما سبق في الجلوس بين السجدتين ، ويقرأ التشهد :

(( التحيات لله ، الصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله )) .

ثم إن كان في ثنائية كاالفجر ، والنوافل ، فإنه يكمل التشهد ، فيستمر فيه : (( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، أعوذ بالله من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، المسيح الدجال )) ثم إن أحب أطال في الدعاء ماشاء ، ثم يسلم عن يمينه : (( السلام عليكم ورحمة الله )) وعن يساره : (( السلام عليكم ورحمة الله )) .

أما إذا كان في ثلاثية أو رباعية ، فإنه بعد أن يقول في التشهد : أشهد أنه لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله )) يقوم ، فيصلي ما بقي من صلاته مقتصرًا على قراءة الفاتحة ، أما الركوع والسجود ، فكما سبق في الركعتين الأولين ، ثم يجلس للتشهد الثاني ، وهو التشهد الأخير ، لكن يكون جلوسه توركًا .

والتورك له ثلاث صفات : إما أن ينصب رجله اليمنى ، ويخرج اليسرى من تحت ساقها ، وإما أن يفرش الرجل اليمنى والرجل اليسرى من تحت ساقها ، أي من تحت ساق اليمنى ، وإما أن يفرش اليمنى ويدخل اليسرى بين ساق اليمنى وفخذها ، كلُّ ذلك ورد عن النبي ثم إذا أكمل التشهد سلّم عن يمينه وعن يساره كما سبق .

هذه هي صفة الصلاة الواردة عن النبي فليجتهد الإنسان باتباعها مااستطاع ، لأن ذلك أكمل في عبادته ، وأقوى في إيمانه ، وأشد في اتباعه لرسول الله .