القرين يأتي بمعنى الصاحب، ويأتي بمعنى الشيطان المقيض للإنسان في حياته ليصرفه عن طريق الهدى والرشاد بالغواية والإفساد، ومن ثم فالسبيل إلى الخلاص منه أن يلوذ المسلم بحمى الله تعالى كما قال سبحانه: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه) وعلى المسلم أن يحصن نفسه بالمأثور من الدعاء عن رسول الله (ﷺ)..
ما هو القرين وهل يظهر بصورة إنسان:
يقول سماحة المستشار فيصل مولوي -رحمه الله تعالى-نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء-:
القرين يأتي بأكثر من معنى، فقد يطلق ويراد به الصاحب، والصديق كما جاء في سورة الصافات آية 51: (قال قائل منهم إني كان لي قرين) أي كان لي صاحب في الدنيا لا يؤمن باليوم الآخر فكان يحاول إضلالي .
وقد يأتي القرين بمعنى الشيطان المقيض له في حياته يعمل على الغواية والإضلال كما جاء في سورة ق آية 27 (قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد) أي يقول الشيطان المقيض له (أي المكلف بغوايته) يا رب ما كان ابتداء الإضلال مني لهذا الإنسان، ولكنه هو طغى واختار الضلالة على الهدى فضل هو الضلال البعيد فأعنته عليه بالإغواء من غير قسر وإلجاء.
أما ظهور الشيطان في صورة إنسان، فهذا قد يحصل من أجل زيادة غوايته فقد صح عن الرسول (صلَى الله عليه وسلَم) أنه كان يصلي يوماً قرب سارية المسجد، فجاءه شيطان حاول أن يقطع عليه صلاته، فأخذه عليه الصلاة والسلام، وأراد أن يربطه إلى سارية من سواري المسجد حتّى يصبحوا، وينظروا إليه كلّهم، لكن (صلَى الله عليه وسلَم) تركه، وقال فذكرت قول أخي سليمان: (رب هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) انظر فتح الباري ج 9 ص 509.
وورد في حديث آخر أن كل إنسان له قرين من الشياطين، وأنه عليه الصلاة والسلام له قرين أيضاً. قال عليه الصلاة والسلام: “إلا أن الله أعانني عليه فأسلم”. أخرجه مسلم في صحيحه انظر جامع الأصول جـ 8 ص 545 ولفظ الحديث :” ما منكم من أحد إلاّ وقد وكّل به قرينه من الجنّ وقرينه من الملائكة ، قالوا وإياك يا رسول الله؟ قال وإياي، إلاّ أنّ الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلاّ بخير”.
ما هو السبيل للخلاص من القرين:
أما سبيل التخلص من هذا التابع أو القرين الذي يظهر يكون بقراءة القرآن وخاصّة آية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) ليلة الجن وهو مع جبريل وأنا معه فجعل النبي (صلَى الله عليه وسلَم) يقرأ وجعل العفريت يدنو ويزداد قرباً فقال جبريل للنبي (صلَى الله عليه وسلَم): ألا أعلمك كلمات تقولهن فيكب العفريت لوجهه وتطفىء شعلته؟ قل: أعوذ بوجه الله الكريم وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن .فكب العفريت لوجهه وانطفأت شعلته. أنظر عمل اليوم والليلة للإمام النسائي ص 530.
وقال عليه الصلاة والسلام: ” …فإذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان” والغيلان جنس من الجن والشياطين وهم سحرتهم ومعنى تغولت: تكونت في صور، ودفع أذاها يكون بالأذان.