روي أن رسول الله ﷺ سأله أحد أصحابه فقال له: يا رسول الله عوارتنا ما نأتي منها وما نذر؟ فقال له رسول الله ﷺ: احفظ عورتك إلا عن زوجتك أو ما ملكت يمينك، فقال: فإذا كان الإنسان خاليًا؟ فقال: إن الله أحق أن يُستحى منه من الناس”، وهذا يقتضي أنه يجب على الإنسان ستر عورته عن غيره، ولا سيما إذا لم تكن هناك حاجة أو ضرورة تقتضي أن يكشف عن عورته لغيره.
وإذا كان مثلا شخص خرج من الموضع الذي يمارس فيه رياضة السباحة، فبوسعه أن يحضر لنفسه ثيابًا لا تلتصق بعورته بالقرب من الموضع الذي يمارس فيه هذه الرياضة، بحيث إذا خرج منه ارتدى هذه الثياب بدلاً من الذهاب مكشوف العورة إلى غرفة خلع الملابس.
وإذا كان الشارع قد حرم على الرجل أن يكشف عن عورته لمن لا يحل له النظر إليها، فإنه يحرم عليه كذلك أن ينظر إلى عورة غيره، فقد روي عن النبي ﷺ أنه قال لعلي بن أبي طالب: “استر فخذك ولا تنظر إلى فخذ حي أو ميت”، وإذا كان رسول الله ﷺ قد أمر عليًا بستر فخذه ونهاه عن النظر إلى فخذ غيره -والفخذ جزء من العورة- فإنه لا يحل له أن يبدي عورته لغيره ولا أن ينظر إلى عورة غيره إلا إذا كانت هناك ضرورة أو حاجة إلى إبداء ذلك، أو النظر إليها، ولهذا يقول الحق سبحانه وتعالى: “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم”، وهذا أمر من الشارع بغض البصر عن النظر إلى ما لا يحل، وستر العورة عمن لا يحل له النظر إليها.