لا يجوز كتابة المصحف كاملا بالخط العادي ، ولكن يجب كتابته بالرسم العثماني الذي نقل إلينا جيلا عن جيل منذ عهد الصحابة الكرام ، والذي هو مكتوب به الآن.
وأما كتابة بعض الآيات في غير المصحف للتعليم أو الوعظ فلا بأس أن تتم بالخط العادي .

يقول الشيخ إبراهيم جلهوم ، شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة :
إن للقرآن جلاله، وشأنه ورفعته، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، وذكره الحكيم، وهو الصراط المستقيم، لذلك وجبت المحافظة عليه متواترا خالدا، وهديا راشدا، وسلوكا قاصدا، وقربة إلى الله ورسوله: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ* قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ.

فمن أراد كتابة مصحفا يتلو آياته ويتعبد بتلاوتها، فليحافظ على شكله ورسمه ونقطه، وغنته ومدته ووقفه ووصله، ومنتهى آياته وسوره، كما وصل إلينا بهيئته المعهودة المعروفة المميزة لنا جميعا خلفا عن سلف، والمسماة بـ “الرسم العثماني ” دون تبديل اصطلاح من اصطلاحات كتابته، أو تغيير شكل من أشكال خطه.

فبتلك المحافظة نقيم الدليل على عنايتنا بذلك الكتاب الكريم حيا في ضمائرنا ومشاعرنا، وعلى ألسنتنا، وفي أعمالنا وأحوالنا، وهو ما كان عليه سلفنا الصالح من جعل القرآن الحكيم في حبات القلوب محفوظا، وفي نواظر البصائر مصونا ومحروسا، وفي حركات الحياة موجها ومرشدا، ورُبّانا وقائدا؛ فعزوا وسادوا وبلغوا ما أرادوا.

أما من أراد كتابة شيء من القرآن لمذاكرته وحفظه، أو لتعليم دروسه أو لامتحان تلاميذ في معناه، وفيما يدعو إليه، أو لشرح آيات منه في كتاب دراسي، أو منهج جامعي أو في صحيفة سيارة، أو مجلة دينية مختارة، فإن له أن يكتب ما يكتب في تلك الحالات ما شاء من الآيات بالخط العربي المتداول بين أيدينا، والمتعارف عليه بيننا من خط ثلث ومن خط نسخ وخط رقعة، وذلك للتيسير في التعليم، وفي بلوغ المقاصد الخيرة والأهداف الكريمة.

وخلاصة القول: أن الواجب هو الحفاظ على خط المصحف كما هو بين دفتيه ، وكما نقل إلى الأبناء عن الآباء، وما دام يكتب على أنه المصحف الذي لا يمسه إلا المطهرون.
أما كتابة بعض آيات أو جمل منها للاستدلال مثلا أو لأخذ العظة أو للتوجيه والإرشاد فذاك أمر فيه فسحة وميسرة، وهو تعالى يقول: “وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ”.

والله تعالى أعلم.