يقول سماحة المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء- رحمه الله تعالى – :
نحن المسلمين نعتقد أنّ المسيح عليه السلام لم يصلب ولم يقتل لقوله تعالى: (وما قتلوه وما صلبوه، ولكن شبّه لهم) والذي قتل وصلب هو الذي ألقى الله عليه شبه عيسى فظنّوه عيسى، فقتلوه وصلبوه. وفي إنجيل برنابا أنّ الذي ألقي عليه شبه عيسى هو يهوذا الأسخريوطي.

أمّا هل هو الآن حيّ، أو مات كما يموت الأنبياء، فالجمهور من العلماء يقولون :إنّ الله تعالى رفعه بجسمه وروحه إليه (بل رفعه الله إليه) النساء 158. ويفسّرون الوفاة في قوله تعالى: (إنّي متوفّيك ورافعك إليّ) آل عمران 55 بأنّها ليست وفاة الموت، وإنّما هي وفاة النوم (وهو الذي يتوفاكم بالليل) أو وفاة الرفع وهي معجزة خاصّة بعيسى عليه السلام.

وليس في القرآن الكريم كلّه ما يشير إلى أنّ المسيح صلب، بل ما ورد فيه يؤكّد أنّه لم يصلب. وليس هناك دليل يقيني على هذا الأمر الماضي إلاّ القرآن الكريم.
أمّا الآية التي تحدّثت عن صلب المسيح فهي الآية (157) من سورة النساء وهي في الجزء السادس وليس الرابع وتتكلّم على لسان بني إسرائيل. ونصّها كما يلي: (وقولهم: إنّا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله. وما قتلوه وما صلبوه، ولكن شبّه لهم. وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شكّ منه، ما لهم به من علم إلاّ اتّباع الظنّ، وما قتلوه يقيناً. بل رفعه الله إليه، وكان الله عزيزاً حكيماً).