لم يرد في الشرع ما يدعو إلى قراءة سورة البقرة لقضاء الحاجة، وإن كانت قراءة القرآن من الأعمال الصالحة التي تكون سببا في تيسير الأمور.

والذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قضاء الحاجة إنما هو صلاة ركعتين بعد وضوء مسبغ والدعاء بدعاء معين .

يقول الأستاذ الدكتور أحمد يوسف :

الدعاء مُخّ العبادة. وقد طلب الله -عز وجل- منا أن ندعوه في كل وقت؛ فهو أقرب إلينا من حبل الوريد، فقال: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” وقال: “قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ” (الفرقان: 77)، وقال: “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” .

والإنسان دائما في حاجة إلى الله -عز وجل- لا يستغني عنه طرفة عين أو دونها، قال الله -تعالى-: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ” (فاطر: 15). وقد شرع لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة تسمى صلاة الحاجة، وأمر أن يسبقها وضوء مسبغ، وأن يعقبها دعاء كريم شريف؛ فإذا أسبغ المسلم الوضوء، وصلى ركعتين في خشوع، ودعا بهذا الدعاء، مع التأدب بأدب الدعاء من التضرع، والإيقان بالإجابة، وعدم التعجل، وعدم الاعتداء في الدعاء، واختار الأوقات الفاضلة، والأماكن الطاهرة المفضلة، وأطاب طعامه؛ كان جديرا بإجابة دعائه وبتحقيق طلبه، أو إبداله خيرا منه، أو تأجيله إلى الأخرى.

فقد روى الترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنهما- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من كانت له حاجة إلى الله -تعالى- أو إلى أحد من بني آدم؛ فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليصلِّ ركعتين، ثم ليثنِ على الله -عز وجل-، وليصلِّ على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين”.