لا شك أن تلمس حل لهذه المشكلة في غير تعلم اللغة العربية وإتقانها فيه إعانة على إماتة اللغة العربية في المجتمعات التي لا تتكلم العربية؛ فإنه يكاد يكون السبب الأكبر أو الأوحد الذي يدعو هؤلاء المسلمين الذين يعيشون في ديار الغرب إلى تعلم اللغة العربية هو تعلم أحكام دينهم، وعلى رأس ذلك فهم كلام الله عز وجل المتمثل في القرآن.

وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم ، فمنذ العصر الأول والناس يدخلون الإسلام، ومنهم غير العرب ، وقد كثر ذلك في عهد الفتوحات الإسلامية الممتدة، فرأينا غير العرب أساتذة في علوم اللغة ، وأبرز مثال على ذلك الإمام سيبويه حفظ للعرب لغتهم مع أنه ليس منهم أصالة ؛ وكذلك البخاري والترمذي وغيرهم.

فلا بد أن يبقى الحل الأمثل والأولى هو إتقان اللغة العربية ليشعر المسلم بخطاب الله له في قرآنه!

وأما الحلول السريعة العاجلة للمسلمين الجدد ولمن لم يستطع تعلم اللغة العربية ، فتكمن في الآتي :-

1- جعل الإمام دعاءه بلغة المأمومين أيا كانت ؛ خاصة في القنوت الطويل ليتفاعل الناس معه، وأن يجعل كل مصل دعاءه وأذكاره بلغته الخاصة التي يحسنها ويفهمها .

فقد جاء بالموسوعة الفقهية الكويتية :-

جمهور الفقهاء على أن الأعجمي إن كان يحسن العربية فإنه لا يجزئه التكبير بغيرها من اللغات , والدليل أن النصوص أمرت بذلك اللفظ , وهو عربي , وإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعدل عنها . وقال أبو حنيفة يجزئه ولو كان يحسنها؛

لقوله تعالى : { وذكر اسم ربه فصلى } وهذا قد ذكر اسم ربه , ولكن يكره له ذلك .

أما إن كان الأعجمي لا يحسن العربية , ولم يكن قادرا على النطق بها , فإنه يجزئه عند جمهور الفقهاء التكبير بلغته بعد ترجمة معانيها بالعربية على ما صرح به الشافعية والحنابلة , أيا كانت تلك اللغة , لأن التكبير ذكر الله تعالى , وذكر الله تعالى يحصل بكل لسان , فاللغة غير العربية بديل لذلك . ويلزمه تعلم ذلك ……..

وعلى هذا الخلاف جميع أذكار الصلاة من التشهد والقنوت والدعاء وتسبيحات الركوع والسجود .انتهى.

2- عند قراءة الإمام للقرآن في صلاة التراويح فيجوز – مع الكراهة – أن يحمل المصلي كتابا لترجمة القرآن بلغته يقرأ فيه أثناء استماعه  لقراءة الإمام القرآن ؛ كما يجوز عرض هذه الترجمة على الحائط بالآلات الحديثة ؛ فيتابع المأموم معاني ما يقرأه الإمام من الآيات ؛ فيحدث بهذا التفكر والتدبر المقصود من الصلاة وقراءة القرآن  ؛ ويزيد هذا في الخشوع؛ وهذا من باب التيسير .

فيقول الإمام المرداوي في كتابه الإنصاف من كتب الحنابلة :-

“لا تبطل الصلاة بإطالة النظر في كتاب إذا قرأ بقلبه ولم ينطق بلسانه على الصحيح من المذهب, وقد روي عن الإمام أحمد : أنه فعله , وقيل : تبطل , قاله جماعة من الأصحاب منهم ابن حامد , وأطلقهما ابن تميم .”انتهى.

ولا ننسى أن الله عز وجل أنزل القرآن على سبعة أحرف مراعاة لاختلاف اللهجات تيسيرا على الناس.

وأما تلاوة القرآن في الصلاة بغير العربية فجمهور الفقهاء لا يجيزه، وكان قد ذهب الإمام أبو حنيفة إلى جوازه إلا أنه عاد فرجع عن ذلك .