الدعاء، والصدقة للميت لا خلاف في مشروعيتهما ووصول ثوابهما إلى الميت.
وأما قراءة القرآن وإيصال ثواب ذلك إلى الميت فمحل اختلاف بين أهل العلم، فمن العلماء من قال إن ذلك لا يصل، ومنهم من قال يصل وهو الراجح.

ولكن هذا في قراءة القرآن بعيدا عن القبور بأن تكون من البيت مثلا، أو من أي مكان، وأما قراءة القرآن حول القبور فأيضا مسألة خلافية، جعلها البعض من البدع، وأجازها آخرون، وقول من قال ببدعيتها أرجح دليلا لعدم ورود ما يدل على تخصيصها بهذا الموطن.
وعلى كل ، فليس لقراءتها عند القبور فائدة معينة، ولا مزية خاصة ، بل مثلها مثل من يقرؤها من البيت، والقراءة في البيت أفضل خروجا من الخلاف.
والعبرة ليست بسورة معينة كالفاتحة مثلا، فتخصيصها للأموات تشريع لم يأذن به الله.

ولكن العبرة بكمية المقروء، وبإخلاص النية عند القراءة، وعليه فيمكن أن يقرأ أي سورة أحبها دون اعتقاد أفضلية سورة بعينها.

أما اعتقاد أفضلية الفاتحة عند المقابر، أو قراءتها وحدها دون غيرها بانتظام فهو داخل في البدع المنهي عنها شرعا؛ وذلك لأنه لم يثبت في فضل الفاتحة حديث خاص، ولم يرد – فيما نعلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها عند المقابر.

وزيارة المقابر في حد ذاتها مشروعة؛ فإنها تذكر الآخرة…. هذا للرجال ، وفي زيارة النساء لها خلاف بين أهل العلم ، الذي نفتي به الجواز بشرط الإقلال من الزيارة مع الالتزام بالضوابط الشرعية.