اختلف الفقهاء في قراءة الجنب للقرآن ومسه ، فمنعه أكثرهم وأجازه البعض وذلك لأن المقصود بحديث: ” لا يمس القرآن إلاّ طاهر” هو المؤمن والمؤمن لا ينجس، وأقل ما يمكن أن يقال في القراءة أنها مكروهة تنزيها.

يقول الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي :

ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم مس المصحف على الجنب، مستدلين بالآية الكريمة: (لا يمسه إلا المطهرون) ، وبالحديث الشريف: “لا يمس القرآن إلا طاهر”. والمراد بالطاهر: المؤمن، وأن المؤمن لا ينجس، ولا ينبغي أن يحرم من مس المصحف وحمله.

قال الشيخ الألباني: والبراءة الأصلية مع الذين قالوا بجواز مس القرآن من المسلم الجنب، وليس في الباب نقل صحيح يجيز الخروج عنها. فتأمل.

قراءة القرآن للجنب:

كما ذهب بعض الفقهاء إلى تحريم قراءة القرآن على الجنب، لحديث عليٍّ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يحجبه ـ أو لا يحجزه ـ عن قراءة القرآن شيء، ليس الجنابة. رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي، ولكن قال الحافظ في (الفتح) ضعف بعضهم بعض رواته.

والحق أنه لم يصح حديث يمنع الجنب من قراءة القرآن، حتى الحديث المذكور ليس فيه دليل على التحريم، فقد تحجزه الجنابة عن القراءة لأنها مكروهة، أو خلاف الأولى، وليس بالضرورة لأنها محرمة.

وقد سئل سعيد بن جبير عن الجنب يقرأ؟ فلم ير به بأسا، وقال: أليس في جوفه القرآن؟!

وذكر البغوي في (شرح السنة): أن عكرمة من المجيزين قراءة الجنب. وهو مذهب داود وأصحابه وابن حزم، وهو المتفق مع ما صح أنه صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه. وتلاوة القرآن من أعلى مراتب الذكر.

على أن القراءة على هذه الحال لا تخلو من الكراهة التنزيهية، لحديث: “إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر”.أ.هـ