يقول الدكتور : السيد صقر ، المدرس بجامعة الأزهر:

لا شك أن عقاب العقوق شديد ، حيث إنه كبيرة من أكبر الكبائر ، فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل : يا رسول الله ، وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب الرجل أبا الرجل ، فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه ” ، وهذا في التسبب في السب ، فما بال المباشرة؟!

وقد قال الله تعالى : ” فلا تقل لهما : أف ولا تنهرهما ، وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة..) الإسراء :23، 24.
وقد أَخرج الحاكم والأصبهانيّ وقال الحاكم : صحيحُ الإسناد عن أبي بكر رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” كُلُّ الذُّنُوبِ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنْهَا مَا شَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إلَّا عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ، فَإِنَّ اللَّهَ يُعَجِّلُهُ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ ” .

وأما الذي صدر منه عقوق في حالة غضب : فالغضب ليس عذرا ولا مبررا، ما دام الإنسان يعي ويعقل ويعلم ما يصدر منه من أقوال وتصرفات، ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغضب، فيما رواه البخاري عن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال : ( لا تغضب ) . فردد مرارا ـ أي طلب الوصية مرارا ـ، قال : ( لا تغضب ) .

فعلى من صدر منه شيء من العقوق أن يتوب إلى الله تعالى من هذا الذنب الكبير ، فيندم على ما صدر منه، ويستغفر الله تعالى، ويعزم على عدم العودة إلى مثله ، وعليه أن يعوض هذا العقوق بالبر والإحسان، ويسترضي أباه حتى يرضى ، وعليه أن لا ييأس ولا يمل من الإحسان حتى يرضي أباه، وقد قال الله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات) هود:114،  وقال سبحانه : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) فصلت: 34 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حجر والمنذري وغيرهما بسند حسن عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن “.