هناك أحاديث تدل على أن للجنة ثمانية أبواب.
ويقول القرطبي بعد ذكر أحاديث فيها أبواب كثيرة باسم الطاعات من الصلاة والصيام والجهاد وغيرها: هذا يدل على أن أبواب الجنة أكثر من ثمانية وانتهى عددها إلى ثلاثة عشر بابًا. كذا قال.
لكن هل هي جنة واحدة أم جنات متعددة؟ وإذا كانت جنات متعددة. هل هي على مستوى واحد تختلف مواقعها حسب منزلتها، أم هي طبقات بعضها فوق بعض، وإذا جاء في الحديث “إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى” هل يدل على علو المكان أم على علو المكانة؟
نترك علم ذلك لله، وعندما نعاين بأنفسنا إن شاء الله.
وقد جاء في القرآن ما يدل على أن هناك عددًا من الجنات، والآيات في ذكر لفظ “جنات” كثيرة، وجاء أيضًا قوله تعالى: ولمن خاف مقام ربه جنتان [سورة الرحمن: 46] وقوله: ومن دونهما جنتان [سورة الرحمن: 62].
كما ورد في القرآن والأحاديث أوصاف للجنة، فإن كانت جنة واحدة كانت هذه أوصافًا لها، وإن كانت جنات متعددة كانت أسماء للجنات، وفي الوقت نفسه تتحقق فيها صفاتها.
فمن الأوصاف أو الأسماء سبعة: جنات عدن، ودار السلام، ودار الخلد، والفردوس، وجنة المأوى، وجنة النعيم، ودار الإجلال.
واختار هذا ابن عباس وجماعة.
وذهب الجمهور إلى أن عدد الجنات أربعة فقط، بدليل الآيتين السابقتين المذكورتين في سورة الرحمن، فهناك جنتان، لمن خاف مقام ربه هما جنة النعيم وجنة المأوى، والجنتان اللتان دونهما هما جنة عدن وجنة الفردوس.
هذا، والحق الذي يجب أن نؤمن به أن هناك دار ثواب أعدها الله تعالى للمؤمنين من عباده سماها بالجنة، فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
والأولى الإمساك عن كونها جنة واحدة أو أكثر، وتفويض ذلك إلى علم الله تعالى، والى ما سنراه بإذن الله فيها إن ختم لنا بالإيمان.