يقول الأستاذ الدكتور أحمد يوسف سليمان:

ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أركان الإسلام، وأسسه التي يقوم عليها فقال في الحديث الصحيح المشهور ـ “بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا”، وركن الشيء جزء من حقيقته، فأركان الإسلام تعني حقيقته التي يقوم عليها، فإذا أديت بعض الأركان دون بعض كان هذا البناء ناقصًا مختلا، يخشى عليه من السقوط والهلاك.

وبالرغم من أن هذه العبادات والشعائر أركان الإسلام، فإن كلا منها مطلوب على حدة، وليس أداء بعضها شرطًا لصحة أداء البعض الآخر، فمن صام صومًا صحيحًا ولم يصل، أو لم يزك، أو لم يحج مع استطاعته، قُبِل صومه وحوسب بالسؤال عن العبادات الأخرى.

وننتهز هذه الفرصة لنلفت نظر كل مسلم ممن يصومون شهر رمضان ولا يصلون فيه ولا في غيره، أو يصومون ويصلون فيه دون غيره، بأن الصلاة عماد الدين، وهي العبادة الوحيدة التي لا تسقط عن المكلف في مرض ولا صحة، ولا حضر ولا سفر، ولا أمن ولا خوف، فهي مفروضة على كل مسلم، ما دام عقله سليمًا منذ بلوغه حتى يلقى الله ـ عز وجل ـ وأن أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله الصلاة، وترك الصلاة من أسباب دخول النار والعياذ بالله، قال الله ـ تعالى ـ: “كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين … الآيات.

وقد طالب الله بها في كثير من آيات القرآن الكريم، وجعلها السبيل لذكره، كما جعلها حائلا دون الوقوع في الفحشاء والمنكر، وأمر بالخشوع فيها، وعدم السهو عنها كما حث على أدائها في بيوته التي أذن أن ترفع، في جماعات لتقوية العقائد، والصلات الاجتماعية. فلينتهز كل مسلم فرصة الشهر الكريم، وليحرص على تذوق حلاوة الصلاة، وليحرص على أدائها؛ فقد ظل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوصي بالمواظبة عليها حتى فاضت روحه الشريفة إلى بارئها.