هذه الصلاة إنما اخترعها بعض المبتدعة، وأسبغوا عليها من الفضل والمدح ما فضلوها به على القرآن الكريم عياذاً بالله من ذلك، ونص هذه الصلاة: “اللهم صلِ على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، الهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم”.
ويذكر التيجانيون أن زعيمهم أحمد التيجاني المتوفى سنة 1230 هـ- 1815م، قد التقى بالنبي ﷺ لقاء حسياً مادياً. وأنه تعلم منه صلاة الفاتح.
وقد زعموا أن المرة الواحدة منها تعدل قراءة القرآن ست مرات ! ثم زادوا في الكذب والإفك فزعموا أن الرسول ﷺ أخبر التيجاني بأن المرة الواحدة منها تعدل من كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير ومن قراءة القرآن ستة ألاف مرة.
وهذا استهزاء بكتاب الله تعالى واستهانة به، وصرف للناس عن قراءته حتى يصبح الناس صرعى لجهالاتهم وضلالتهم.
وقولهم: إن هذه الصلاة من كلام الله، نزلت بعلم القدرة الإلهية، كذب على الله تعالى، إذ كيف تكون من كلام الله ولا وجود لها في شيء من كتب السنة، ولا علمها النبي ﷺ لأحد من الصحابة.
ولو فرض أنها من كلام الله فكيف تكون قراءتها مرة أفضل من قراءة القرآن كله ستة الأف مرة. وهل يقول هذا من يعرف قدر القرآن العظيم؟!
ويزعم التيجانيون أن من قرأ هذه الصلاة مرة كفرت بها ذنوبه، وهذا من الكذب والتهويل وخداع العامة المفتونين بهم، وهذا من جنس قول التيجاني: من رآني دخل الجنة !!
وقوله: وليس لأحد من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا، وبلغوا من المعاصي ما بلغوا؛ إلا أنا وحدي. انتهى
وهذا الفضل المزعوم المكذوب لم يحصل لمحمد ﷺ، فإن من أصحابه من يذاد عن الحوض يوم القيامة، كما أخبر ﷺ، ومن أمته من يدخل النار قطعاً، ثم يخرج منها بشفاعته ﷺ، على ما هو معلوم في عقيدة أهل السنة والجماعة.
فصلاة الفاتح لما أغلق.. لم ترو مسندة مرفوعة إلى النبي ﷺ، لا في حديث صحيح ولا حسن ولا ضعيف، وليست في شيء من كتب السنة لا الموطأ ولا البخاري ولا غيره.