اتفق العلماء على أن صلاة الجمعة فرض عين، لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) [الجمعة: 9] ولا يجوز للمسلم أن يتخلف عن صلاة الجمعة إلا لعذر شرعي، من سفر أو مرض أو مطر، ومن تخلف عنها من غير عذر فهو آثم، وقد عرض نفسه للوعيد، ومن الأدلة على ذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن قوم يتخلفون عن الجمعة: “لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم” رواه مسلم وأحمد.

وحديث أبي هريرة وابن عمر أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: “لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين” رواه مسلم، وأحمد، والنسائي. ومعنى: (ودعهم): تركهم، ومعنى: (يختم على قلوبهم) أي: يطبع على قلوبهم، ويحول بينهم وبين الهدى والخير.

وفصل العلماء في بيان من تجب عليه الجمعة ومن لا تجب؟ وقالوا: تجب صلاة الجمعة على المسلم الحر العاقل البالغ المقيم القادر على السعي إليها، فإذا كانت هذه الأوصاف متحققة في عمك بمعنى أنه مرضه لا يمنعه عن الحركة والخروج من البيت ، فلا يعذر بترك الجمعة.