هذا الحديث باطل موضوع جاء فيه أن رسول الله ﷺ قال : ” يا علي لا تنم حتى تأتي بخمسة أشياء هي : قراءة القرآن الكريم كله ، التصدق بأربعة ألاف درهم ، حفظ مكانك في الجنة ، إرضاء الخصوم .
فقال علي : وكيف يارسول الله – ﷺ – ؟
قال رسول الله صلى الله علية وسلم : أما تعلم يا علي أنك :
إذا قرأت ( قل هو الله أحد ) ثلاث مرات كأنك قرأت القرآن كله ؟ وإذا قرأت ( سورة الفاتحة ) أربع مرات كأنك تصدقت بأربعة الأف درهم ؟ وإذا قلت ” لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير ” عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة ؟ وإذا قلت ” أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ” عشر مرات فقد أرضيت الخصوم ؟
الكلام عن الحديث:
قال علماء اللجنة الدائمة عن هذا الحديث : –
هذا الحديث لا أصل له ، بل هو من الموضوعات ، من كذب بعض الفرق كما نبَّه على ذلك أئمَّة الحديث . انتهى.
وقد سئل عنه الشيخ بن محمد بن صالح العثيمين فقال – رحمه الله – :
هذا الحديث الذي ذكر أن النبي ﷺ أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الوصايا : كذب موضوع على النبي ﷺ ، لا يصح أن يُنسب إلى الرسول ﷺ ؛ لأن ” مَن حدَّث عن النبي ﷺ بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين ” ، و ” مَن كذب على النبي ﷺ متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار ” ؛ إلا إذا ذكره ليبيِّن أنه موضوع ويحذر الناس منه ، فهذا مأجور عليه ، والمهم أن هذا الحديث كذب على النبي ﷺ ، وعلى علي ابن أبي طالب . انتهى.
ونضيف:
حينما يقدم إلى المسلم حديث لا بد أن يسأل عن سنده، فأحاديث النبي ﷺ كلها مدونة في مصنفات معروفة، فلا يستطيع أحد أن يأتي بكلام من هنا ، أو هناك ، وينسبه إلى النبي ﷺ حتى يبين لنا أين مكانه في وسط هذه المصنفات.
ولا يكفي أن ينسبه إلى أحد الصحابة، فهذا لا يفيد تقويته بحال؛ فكل الأحاديث المنسوبة إلى النبي ﷺ لا بد أن تمر من خلال الصحابة، ولكن الذي نقصده أين هو من كتب السنة كالبخاري ومسلم، والترمذي ، وأبي داود.
وهذا الحديث باطل مكذوب إلا أنه قد صح عند ابن ماجه أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
أما إرضاء الخصوم فلا يكون بالاستغفار ولا بالأذكار، ولكنه يكون برد المظالم إلى المظلومين، أو طلب التحلل منهم.
والجنة لا تكون بذكر ولا بذكرين، بل لا بد من امتثال الفرائض، واجتناب النواهي.