المعتوه من كان قليل الفهم ، مختلط الكلام فاسد التدبير إلا أنه لا يضرب ولا يشتم كما يفعل المجنون ،وبذلك يكون المعتوه ناقص العقل فقط .‏

والمعتوه قسمان مميز وغير مميز فإن كان مميزا فحكم تصرفاته حكم الصبى المميز وإن كان دون ذلك كانت أحكامه أحكام الصبى غير المميز .

وجملة أحكام الصبى فى العقود والتصرفات إذا كان غير مميز أنه لا ينعقد شىء من تصرفاته .

أما اذا كان مميزا وكان دون البلوغ كانت تصرفاته على ثلاثة أقسام .

القسم الأول أن يتصرف تصرفا ضارا بماله ضررا ظاهرا كالطلاق والقرض والصدقة، وهذا لا ينعقد أصلا فلا ينفذ ولو أجازه الولى .‏

الثانى أن يتصرف تصرفا نافعا نفعا بينا -‏ كقبول الهبة -‏ وهذا ينعقد وينفذ ولو لم يجزه الولى .

الثالث أن يتردد بين النفع والضرر -‏ كالبيع والشراء -‏ باحتمال كون الصفقة رابحة أو خاسرة، وهذا القسم ينعقد موقوفا على اجازة الولى، مثل هذا عقد الزواج حيث يتوقف على إجازة الولى أو أذنه .‏

لما كان ذلك .‏ وكان من شروط صحة عقد الزواج ولزومه ونفاذه أن يكون كل من العاقدين كامل الأهلية (‏ بالغا -‏ عاقلا )‏ فإذا باشر المعتوه -‏ رجلا أو امرأة -‏ عقد زواجه كان عقده موقوفا على اجازة وليه، اذا كان مميزا .‏
أما اذا كان غير مميز وقع عقده باطلا .‏

ولا تلحقه اجازة الولى كالصبى غير المميز .‏ واذا كان ذلك فاذا كان المسئول عنها قد بلغ العته بها درجة اسقاط التمييز .‏
لم يجز لها أن تباشر عقد الزواج بنفسها فاذا باشرته وهى غير مميزة وقع العقد باطلا .‏
وأمر هذا إلى القاضى صاحب الاختصاص .‏

هذا ولا يباشر تزويج المعتوه سواء كان مميزا أو غير مميزا إلا وليه شرعا الأب ثم الجد لأب ثم باقى العصبة بترتيب الميراث ، أو القيم الذى يأذنه القاضى المختص بالتزويج ، أن أذن القاضى صاحب الولاية فى أمور عديمى الأهلية .

ولا بد من أن تعلم الفتاة بحالته وتقبل هي بذلك.