جاء في الحديث الصحيح عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخل عليها وعندَها امرأةٌ يقال لها الشفاءُ ترقِي من النملةِ فقال لها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علِّمِيها حفصةَ.

والنملة : قروح تصيب الجنب ، سمي هذا المرض بذلك لأن المصاب به يشعر كأن نملا يمشي على مكان الألم أو يلدغه.

والرقية الثابتة هي الدعاء بالشفاء ( اللهم رب الناس اكشف البأس عني ، أو عن فلان ) ونحو ذلك مما ورد في السنة الصحيحة .

وقد ذكرت بعض الكتب مع هذا الحديث وصفا معينا لعلاج هذا المرض ،ولا مانع من التداوي به إن أمكن ، غير أن الطب قد تقدم ويفضل استشارة الأطباء وذوي الخبرة في ذلك.

جاء في كتاب “كنز العمال” للمتقي الهندي ، حديث رقم 34382:
عن حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ).

قال : أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الرقى رقم/3869/. وهذا الحديث سكت عنه المنذري ثم ابن القيم راجع عون المعبود 10/374 ورجال إسناده رجال صحيح إلا إبراهيم بن مهدي وهو ثقة.
وأخرجه أحمد في مسنده (6/372) والحاكم في المستدرك 4/57 وقال صحيح.

ورواه أبو داود في سننه عن الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها قالت:
دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا عند حفصة، فقال لي: “ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟”.

وهذا الحديث ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة .

كما روى أبو داود عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه دخل على ثابت بن قيس، وهو مريض فقال: “اكشف الباس ربَّ الناس، عن ثابت بن قيس بن شماس”.
وعن عبد الرحمن بن جُبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول اللّه، كيف ترى في ذلك؟.
فقال: “اعرضوا عليَّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً”.

وفي كتاب الطب النبوي :
جاء في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من الحمة والعين والنملة .

وفي سنن أبي داود عن الشفاء بنت عبد الله ، دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة ، فقال : ” ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ” .

النملة : قروح تخرج في الجنبين ، وهو داء معروف ، وسمي نملة ، لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه ، وأصنافها ثلاثة .

وروى الخلال : أن الشفاء بنت عبد الله كانت ترقي في الجاهلية من النملة ، فلما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت قد بايعته بمكة ، قالت : يا رسول الله ! إني كنت أرقي في الجاهلية من النملة ، وإني أريد أن أعرضها عليك ، فعرضت عليه.

فقالت : بسم الله صليت … ، ولا تضر أحداً ، اللهم اكشف البأس رب الناس ، قال : ترقي بها على عود ـ أي عود عنب كما في بعض الكتب ـ سبع مرات ، وتقصد مكاناً نظيفاً ، وتدلكه على حجر بخل خمر حاذق ـ أي مصنوع من الخمر ـ، وتطليه على النملة ـ أي موضع الألم .(انتهى).

فالرقية مشروعة ، ولكن لها ضوابط ، كما قال ابن حجر في فتح الباري: أجمع العلماء على جواز الرقية عند اجتماع ثلاثة شروط: أن تكون بكلام الله أو بأسمائه أو صفاته، وباللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره، وان يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله .