الأصل في ذبائح أهل الكتاب أنّها مباحة لنا، إلاّ إذا عرفنا عدم توفر الشروط الشرعية الأخرى للذبح.

لكن الادعاء بأن الدجاج مثلا لا يذبح ذبحاً بل يصعق بالكهرباء قول غير صحيح لأنّ الذبح وإخراج الدم من الذبيحة هي شروط صحية قبل أن تكون شروطاً شرعية، وقد توافقت عليها جميع الدول غالبا. لكن الذي يحصل هو إمرار الكهرباء على الذبيحة قبل ذبحها لتخديرها، لتخفيف الألم عنها أو لإضعاف مقاومتها. وتكون القوة الكهربائية عادة ضعيفة تؤدي إلى التخدير المؤقت وليس إلى الموت، بحيث تنتفض الذبيحة حية إذا زال أثر التخدير ولم تذبح قبل ذلك.

على أنه قد يقع أحياناً أن تزداد القوة الكهربائية – عن طريق الخطأ- بحيث تؤدي إلى موت الدجاج بها قبل أن تذبح، وفي هذه الحالة لا يجوز لمن عرفها أن يأكل منها، لكن هذا الأمر نادر الحصول ويصعب على المستهلك معرفته.

لذلك نرى أن مثل هذه الأقوال لا تكفي للقول بعدم توافر الشروط الشرعية، فيبقى أكل الذبائح في الغرب على أصل الإباحة، إلاّ إذا تأكّد من عدم توفر الشروط الشرعية، أو إذا وجدت ذبائح يقوم بها مسلمون معروفون وفق الشروط الشرعية.