للأقليات المسلمة دور كبير في نشر الدين والدعوة لله تعالى ، فما من مجتمع مسلم كبير إلاّ وبدأ أقلية ولكن بجهد أبنائه وبالدعوة لله تعالى صار هذا المجتمع أكثرية.
يقول الأستاذ الدكتور أحمد الريسوني : أستاذ مادة أصول الفقه ومقاصد الشريعة بجامعة محمد الخامس – بالعاصمة المغربية: الرباط.
ليس هناك في العالم بلد مسلم وشعب مسلم إلا وقد كان الإسلام والمسلمون فيه أقلية في يوم من الأيام وفي فترة من الفترات، فقد كان المسلمون أقلية بمكة المكرمة، وبالمدينة المنورة وفي جزيرة العرب ثم عم الإسلام فمسح الظلمات، ثم أصبح المسلمون أقليات في مصر والشام والعراق ثم في شمال إفريقيا وفي آسيا وشرق أوروبا وهكذا ما من مكان فيه شعب مسلم إلا وقد مر المسلمون فيه بمرحلة الأقلية، والله تعالى يقول: ” كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ” والغلبة تكون في مجالات الدعوة والثقافة والفكر وغير ذلك ..
فالمسلمون مهما تكن قلتهم في أي بلد فمن واجبهم أن يدعوا غيرهم ومن واجبهم أن يدخلوا غيرهم في الإسلام، ومن حقهم وواجبهم أن يتطلعوا إلى يوم يتسع فيه الإسلام ويكثر أهله في ذلك البلد.
وقد ذكر النبي (ﷺ) أن النقص في الدين يأتي بترك الدعوة وتعليم الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في الحديث: قال رسول الله -ﷺ-: “إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع، فإِنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعضٍ.
ومضمونه أن النقص دخل عليهم في دينهم حينما تركوا الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والله تعالى أعلم.