هذا ليس بحديث بل هو مكذوب على رسول الله، وهذا لا يمنع من أن عقوبة تارك الصلاة عمدا كبيرة حتى أن العلماء اختلفوا على صحة إيمانه، وفي الأحاديثة الصحيحة ما يغني عن هذه الأخبار المكذوبة.

يقول الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة -أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس :-
إن هذا الحديث : عن أبي هـريرة عـن النبي صلى الله عليـه وسلم قال :( من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة منها ستة في الدنيا وثلاثة عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة عند خروجه من القبر . أما الستة التي تصيبه في الدنيا :
1. ينزع الله البركة من عمره .
2. يمسح الله سيما الصالحين من وجهه .
3. كل عمل يعمله لا يؤجره الله عليه .
4.لا يرفع له دعاء في السماء .
5. ليس له حظ في دعاء الصالحين .
6. تخرج روحه بغير إيمان .
أما الثلاثة التي تصيبه عند الموت فهي :
1. أنه يموت ذليلاً .
2. أنه يموت جائعاً.
3. أنه يموت عطشاً ولو سقي ماء الدنيا ما روي من عطشه .
وأما الثلاثة التي تصيبيه في قبره فهي:
1. يضيق الله عليه القبر حتى تختلف ضلوعه .
2. يوقد الله عليه في قبره ناراً ويتقلب على الجمر ليلاً ونهاراً .

3.يسلط الله عليه في قبره ثعباناً يسمى الشجاع الأقرع يضربه على ترك صلاة الصبح من الصبح إلى الظهر وعلى تضييع صلاة الظهر من الظهر إلى العصر وهكذا كلما ضربه يغوص في الأرض سبعين ذراعاَ.
وأما الثلاثة التي تصيبه يوم القيامة فهي :
1. يسلط الله عليه من يسحبه إلى نار جهنم على جمر على وجهه .
2. ينظر الله تعالى إليه بعين الغضب وقت الحساب فيقع لحم وجهه.
3. يحاسبه الله عز وجل حساباً شديداً ويأمر الله به إلى النار وبئس القرار؟

هو حديث مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا ظاهر من ركاكة ألفاظه وضعف سياقه وقد نص أهل الحديث على أنه مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم وقد كذب هذا الحديث وركبه أحد الكذابين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعى محمد بن علي بن عباس البغدادي العطار . قـال الإمام الذهبي في ميـزان الاعتـدال :[ محمد بن علـي بن عباس الـعطار ركـب على أبي بكر بن زياد النيسابوري حديثا باطلاً في تارك الصلاة ] ميزان الاعتدال 3/ 653 .

ونقل الحافظ ابن حجر كلام الإمام الذهبي وقال الحافظ :[ زعم المذكور أن ابن زياد أخذه عن الربيع عن الشافعي عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة وقال الحافظ بن حجر : وهو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية ]. لسان الميزان 5/334.

ذكر الإمام بن عراق الحديث من ضمن الأحاديث المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم ونقل كلام الإمامين الذهبي وابن حجر ووافقهما على ذلك . تنزيه الشريعة 2/ 114.
وبهذا يظهر أن الحديث مكذوب وباطل ولا يجوز نشره على الناس ولا تعليقه في المساجد ، لأن ذلك من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم.

وينبغي على من يرغب في نشر كتيبات أو نشرات تتضمن أحاديث نبوية أن يعرضها على أهل العلم والاختصاص للنظر فيها وتمحيصها قبل نشرها حتى لا يدخل في دائرة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم لأن الكذب عليه صلى الله عليه وسلم من الكبائر وقد ثبت في الحديث الصحيح قوله :( من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) . وإن في الأحاديث الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يغني عن أمثال هذه الأخبار المكذوبة.