ابن أخ الزوج ليس محرما ، وإنما هو أجنبي مثله مثل سائر الرجال ، فلا يجوز أن يخلو بالمرأة مطلقا ، ويحرم على زوجها أن يتركه معها في البيت وقد بلغ الحلم ودخل مرحلة المراهقة التي تثور فيها شهوته ، لأن هذا خطر عظيم حذّر منه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونهى عنه ، وعلى المرأة أيضا أن ترفض بقاءه معها وحده في البيت حالة غياب زوجها وتواجده خارج البيت .

يقول الشيخ إبراهيم جلهوم ، شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة :

إن من مقاصد الإسلام العليا أن يسد المنافذ المؤدية إلى الشر والفساد، ولا شيء يؤدي إلى الفتنة والشر؛ ويبعث القلق النفسي والاضطراب الفكري، ويهز الكرامة، ويحط من القدر مثل الخلوة بالنساء والدخول عليهن دون تحرج ولا تأثم، ولا أدب ولا استحياء؛ ولذا حذر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ” إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت” رواه الترمذي.

والحمو هو قريب الزوج أو الزوجة مثل أب الزوج وأخيه، وابن أخيه وعمه وخاله، وابن عم الزوجة وابن عمها، وابن خالها، وابن خالتها، ووصفه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالموت؛ لأنه لقرابته يدخل على المرأة غير مبال بحرمتها وكرامتها، وصيانتها، بحجة أنه وثيق القرابة والرحم بها وبزوجها فما يزال يجترئ في الدخول والمجالسة والخلوة حتى يقعا في حبائل الشيطان، فتكون الفتنة، ويكون الفساد، وذاك ما تعانيه أسر وبيوتات لا تراعي آداب الإسلام، ولا مُثُلَه القيمة.

إن الأمر يجب أن يؤخذ من ناحية التصون والاحتياط، فللشيطان مداخله وأحابيله وحيله فإنه ما يكاد يرى رجلا خلا بامرأة لا تحل له، حتى يجلس معهما جلسة كلها إغراء وإفساد وإيقاع فيما يذهب بالخلق والشرف، ويودي بالعرض والكرامة، ولذا قال ـ صلى الله عليه وسلم: “لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان” رواه الترمذي.

وأنفة المؤمن وغيرته على حريمه تأبيان عليه أن يغلق الباب على زوجته مع ابن شقيقه،أو يتركهما في البيت ثم ينطلق إلى عمله، بحجة أن الولد تربى في بيته، وبأنه في سن ابنه وابنها لو أنجبا.