الحب الذي هو ميل القلب لا دخل للإنسان فيه ، فالقلوب بيد الله تعالى ، ولكن الإنسان مؤاخذ على أسباب هذا الحب إن كانت فيها مخالفة شرعية من نظر غير مباح أو خلوة أو نحو ذلك ، كما يؤاخذ على نتائج هذا الحب إذا كانت تخالف الشرع .

فإذا حدث وأحبت الفتاة فتى صالحا ورأت أنه يصلح لها زوجا فلا بأس أن تخطبه لنفسها بوسيلة مناسبة، كأن تخبره برغبتها في الزواج منه عن طريق أحد الأقارب أو الأصدقاء مثلا، ولا تباشر ذلك بنفسها حفاظا على حيائها . كما خطبت السيدة خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أعجبت بخلقه وأمانته ورجولته ومروءته.

فإن ارتضاها زوجة فبها ، وإلا فعليها أن تنساه ، أو على الأقل تتناسه ، حتى ينسيها الله إياه ، وأن تبحث عن زوج صالح غيره، وأن تشغل نفسها بما ينفعها في دينها ودنياها .

وأما الاستخارة فإنها لا تصلح مع ميل القلب الشديد إلى الأمر الذي تتم فيه، فالنتيجة معروفة مقدما . فالواجب على المسلم أن يستخير الله سبحانه وتعالى ويفوض أمره إلى الله. النكاح