هجرالزوجة بغير حق مذموم شرعًا؛ ولذلك حينما شكا عمرو بن العاص ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يكثر من الصيام وقيام الليل وتلاوة القرآن نهاه النبي، وأمره أن يخفف من هذا الأمر، وعرض عليه التيسير قائلاً له في النهاية: “أحب الصيام إلى الله صيام داود: كان يفطر يومًا ويصوم يومًا”، وأمره أن يقوم بعض الليل وأن ينام بعضه، وأن يتلو القرآن في عدة أيام قائلاً له: “إن لبدنك عليك حقًا، وإن لعينك عليك حقًا، وإن لأهلك عليك حقًا، وإن لزورك عليك حقًا”؛ ومعنى هذا أن على المسلم أن يعطي حقوق الآخرين، وأن يوازن بين الحقوق بعضها وبعض، وخصوصًا إذا كانت امرأته تتأذى بهذا الأمر.

وقد حكم بعض جلساء سيدنا عمر في قضية مشهورة على الرجل أن يبيت مع زوجته في كل أربع ليال ليلة، على افتراض أن للرجل أن يتزوج أربعة؛ فيصبح من حق المرأة ليلة من كل أربع ليال كحد أدنى.

والأصل في العلاقات الزوجية هو قول الله تعالى: “هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ” البقرة : 187، وقوله تعالى: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ ” البقرة : 228؛ فالحقوق والواجبات متبادلة بين الزوجين، وإن كان الرجل عليه من الأعباء أكثر مما على المرأة، وقد وقف ابن عباس أمام المرأة يرجّل شعره ويجمّل نفسه، فلما سئل في ذلك قال: أتجمل لامرأتي كما تتجمل لي امرأتي، واستدل بالآية الكريمة السابقة.