من المعروف أن الإنسان إذا أحب إنسانا آخر أحب كل شيء يتصل به، وتلك الحقيقة المركوزة فى فطرة الإنسان لا يعارضها الدين ، وإنما يرشدها إلى الخير.‏ وذلك فى أمرين أساسيين ، هما اختيار من يستحق الحب ، وعدم تجاوز الحدود الشرعية فى مظاهر هذا الحب وآثاره، والتبرك فى حد ذاته غير ممنوع ، ولكن قد تكون له مظاهر لا يوافق عليها الدين ، منها :‏

‏1 -‏ الطواف حول القبر ، وهو مكروه لما فيه من التشبه بالطواف حول البيت الحرام .‏

‏2 -‏ التمسح بالقبر وتقبيله للتبرك ، فقد قال فيه الإمام الغزالى :‏ وليس من السنة أن يمس القبر ولا أن يقبله ، بل الوقوف من بعد أقرب إلى الاحترام .‏

‏3 -‏ الدعاء عند القبر ، وهذا الدعاء يجب أن يكون الاتجاه فيه إلى الله تعالى ، لأنه هو وحده الذى يملك النفع والضر.

4 – لا يجوز الاتجاه إلى صاحب القبر مهما كانت منزلته، وليس للدعاء عنده ميزة على الدعاء فى غير هذا المكان .‏

وممن قال ذلك ابن تيمية حيث قال :‏ إن قصد القبور للدعاء عندها ورجاء الإجابة بالدعاء هناك رجاء أكثر منه فى غير هذا الموطن أمر لم يشرعه الله ولا رسوله ، ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين ، ولا من أئمة المسلمين ، ولا ذكره أحد من العلماء الصالحين المتقدمين انتهى .‏

وقد تكون هناك وجهة للمنع وهي الاحتياط وسد الذريعة لدعاء صاحب القبر بدل دعاء الله، أو دعائه معه.‏