الإجتماع للصلاة على النبي جماعة:

يقول الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى – الاجتماع على الصلاة على النبي بصوت جماعي أو بصوت مرتفع هذا بدعة والمشروع للمسلمين أن يصلوا على النبي من دون رفع الصوت المستغرب المستنكر ومن دون أن يكون ذلك جماعيًا، كل واحد يصلي بينه وبين نفسه. 
لأن يوم الجمعة يشرع فيها الإكثار من الصلاة على النبي  لأنه أمر بهذا عليه الصلاة والسلام قال: إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيها، فإن صلاتكم معروضة علي قيل: يا رسول الله! تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت -يعني: بليت، قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.

فالمقصود أنه شرع لنا أن نكثر من الصلاة عليه والسلام في يوم الجمعة فيشرع لنا أن نكثر من ذلك في المسجد وفي غيره لكن كل واحد يصلي على النبي بينه وبين نفسه، بالصلوات المشروعة المعروفة من دون أن يكون ذلك بصوت مرتفع يشوش على من حوله أو بصوت جماعي يتكلم جماعة جميعًا كل هذا بدعة، ولكن يصلي على النبي بينه وبين نفسه في مسجده وفي طريقه وفي بيته وفي كل مكان، وهكذا في بقية الأوقات تشرع الصلاة على النبي حتى في غير الجمعة في بقية الأوقات، الله يقول سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] .انتهى

فالواجب على المسلم أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، دون ارتباط بالآخرين، ودون تكوين صوت جماعي فهذا من أفضل الأعمال، ولكن لا يلتزم هذا بعد كل صلاة، لأنه لم يرد، وإنما ورد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، أما أن يلتزم بعد السلام، فهذا لا يجوز، لكن لو صلى عليه بعض الأحيان بدون ارتباط بجماعة، وبدون كيفية خاصة فهذا لا بأس به.

تحديد الصلاة على النبي بعدد ورؤيته في المنام:

إن ما يذكر من أحاديث تحديد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعدد ورؤيته في المنام لا أساس لها من الصحة، وكل ما ورد من نصوص شرعية في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو الأمر بالصلاة عليه، فقد قال الحق سبحانه وتعالى: “إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا”، ولم تذكر الآية عدد المرات التي يصلى فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما لم تذكر أن الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- مسوغة لرؤيته في النوم أو ما شاكل ذلك، وكثير من النصوص التي حضت على الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- لم يرد فيها مثل هذه الرؤية، لا من قريب ولا من بعيد.