إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًاً موقوتًاً ، فلابد للمؤمن أن يحافظ على صلاته لأنها هي العهد الذي بيننا وبين الكافرين، وهي الميزة التي تميز المسلم عن غيره، قال تعالى: “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين”.

فيجب على المسلم أن يحافظ على الصلوات في أوقاتها، ومن رحمة الله بالعباد وعلى سبيل رفع الحرج، يروي لنا ابن عباس فيما رواه مسلم في صحيحه أن النبي قد صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة ثمانية وسبعة أنه قد جمع بينها ـ من غير عذر من مطر ولا سفر قالوا: لِمَ فعل ذلك؟ قال لكي لا يجعل على أمته من حرج.

قال الإمام النووي وهو يشرح ذلك الحديث بشرط ألا تكون عادة. أ. هـ. فلا يلجأ الإنسان إلى ذلك إلا عند الحرج الشديد، وإنما يلجأ إلى ذلك ليحافظ على الصلاة لا يتكاسل عنها، ولقد ألف في ذلك الشيخ أحمد بن الصديق كتابًا أسماه إزالة الخطر عمَّن جمع بين الصلاتين بدون عذر في الحضر.