يقول الدكتور عمر بن عبد الله المقبل في حديث الجلوس بين الظل والشمس:

أولاً: فيما يتعلق بتخريج الحديث: هذا الحديث رواه أحمد من حديث رجل من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم- وله شاهد عند أحمد وأبي داود – وفيه انقطاع – من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- بلفظ “إذا كان أحدكم في الشمس، فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم” وشاهد من حديث بريدة –رضي الله عنه- عند ابن ماجة، وفيه ضعف يسير.

والحديث صححه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه- كما في مسائل المروزي عنهما ، وقال: المنذري عن حديث الرجل عند الإمام أحمد: إسناده جيد في الترغيب والترهيب.

ثانياً: النهي للتحريم:

الأول: أن النبي – صلى الله عليه وسلم– نسب هذا المجلس للشيطان، وقد قال ربنا تبارك وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر…ِ”النور: من الآية21

الثاني: أن هذا يضر بالجسم، خصوصاً إذا اعتاده، قال ابن القيم – رحمه الله- في “زاد المعاد والنوم في الشمس يثير الداء الدفين، ونوم الإنسان بعضه في الشمس وبعضه في الظل رديء”. وقال المناوي – رحمه الله- في “فيض القدير” لأن الإنسان إذا قصد ذلك المقعد فسد مزاجه؛ لاختلاف حال البدن من المؤثرين المتضادين”.

الثالث: أنه مناف للعدل الذي قامت عليه السماوات والأرض، فإما أن يكون جميع البدن في الشمس أو في الظل ، وهذا من كمال هذه الشريعة، حيث راعت هذه الأمور الدقيقة.

وجاء في فيض القدير للعلامة المناوي:

(نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس) لأنه ظلم للبدن حيث فاضل بين أبعاضه وهذا من كمال محبة اللّه ورسوله عليه الصلاة والسلام للعدل أن أمر به حتى في حق الإنسان مع نفسه قال ابن القيم: وفيه تنبيه على منع النوم بينهما فإنه رديء.