يجوز للمرء أن يصبغ شعره سواء في ذلك الرجل والمرأة، ويتأكد هذا إذا علاه الشيب، لما رواه مسلم في صحيحه أنه لما جيء بأبي قحافة يوم فتح مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا، قال: “غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد.
وروى الجماعة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم.
وإن استعمل الحناء أو الكتم فهو أفضل، لما رواه أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم.
الكتم: قال الفافقي: نبت ينبت بالسهول ورقه قريب من ورق الزيتون، يعلو فوق القامة وله ثمر قدر حب الفلفل في داخله نوى
وأما عن الصبغ باللون الأسود فقد روى الجماعة إلا البخاري من حديث جابر قال : جئ بأبي قحافة ( والد أبى بكر ) يوم الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن رأسه ثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” اذهبوا به إلى بعض نسائه فلتغيره بشيء وجنبوه السواد ”
فاختلف العلماء في توجيه الحديث، فمنهم من حمل النهي عن الخضاب بالسواد على الكراهة لا التحريم، ومنهم من قصر الحرمة على الرجال لا النساء، ومنهم من قصر الحرمة على الشيوخ والكهول لا الشباب، ومنهم من حمل النهي على التحريم، وعمم ذلك على كل الناس، بلا فرق بين الشباب والكهول ، ولا بين الرجال والنساء، وهذا المذهب أحوط.

وأما عن ترك الأظافر فهذا ليس من سنة المسلمين.

يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:-

قد حدث في عصرنا بدعتان دخيلتان على مجتمعاتنا، مستوردتان من الغرب، رائجتان عند النساء غير الملتزمات.

الأولى: إطالة الأظفار لا سيما أظفار اليدين، على غير هدي سنة الفطرة. وبعضهن يطيل أظفر الخنصر خاصة. وكأن الإنسان هنا يتشبه بسباع البهائم، وجوارح الطير، فضلا عما يمكن أن يتراكم تحت هذه الأظفار من الأوساخ المضرة بالصحة، والتي حذر الأطباء من مغبتها.

والثانية: طلاء الأظفار بمادة حمراء أو بيضاء أو غيرها، تغطيها، وتصنع طبقة عليها، وهو ما يسمونه (المانيكير). تقليدا للنساء الغربيات.
والمطلوب من المسلمة: أن تكون لها ذاتيتها وشخصيتها المستقلة، ولا تذوب في غيرها، ولذا نهينا عن التشبه بغيرنا، وأمرنا بمخالفتهم.

على أن في هذا الصبغ آفة أخرى خطيرة، وهو: أنه يمنع صحة الوضوء. فلو كان هناك مادة من الشمع أو نحوها تغطي ظفرا واحدا لبطل الوضوء، فكيف بما يغطي عشرة أظفار؟!