اهتم الإسلام بمراعاة الإنسان عند كبره اهتماما كبيرا ، وجعل للمسنين حياة كريمة ، وأوصى الفقهاء بتوفير الرعاية الكريمة لهم، والاعتناء بهم صحيا ودينيا ، وتوعيتهم بحقوقهم ، ويجب على المجتمع احترامهم بتوفير سبل الرعاية والحماية لهم.

جاء في قرارات مجمع الفقه الإسلامي :

إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته الثانية عشرة بالرياض في المملكة العربية السعودية، من 25 جمادى الآخرة 1421 ـ 1 رجب 1421هـ الموافق 23-28 أيلول (سبتمبر) 2000م.

بعد اطلاعه على الأبحاث المقدمة إلى المجمع موضوع “حقوق الأطفال والمسنين”، وعلى التوصيات الصادرة عن الندوة الطبية الفقهية التي عُقدت في دولة الكويت بالتعاون بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الفترة من 9-12 رجب 1420هـ، الموافق 18-21 تشرين الأول (أكتوبر) 1999م، بخصوص موضوع “حقوق المسنين”، واستماعه إلى المناقشات التي دارت حول الموضوع بمشاركة أعضاء المجمع وخبرائه وعدد من الفقهاء.

فقد اهتم الإسلام بالإنسان في جميع مراحل حياته من منطلق الكرامة التي قررها الإسلام لكل فرد من بني آدم؛ حيث يقول الله تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم” [الإسراء: 70]، ويقول جل جلاله: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا” [الإسراء: 23] وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما أكرم شاب شيخًا لسنِّه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه” (أخرجه الترمذي)، وقال أيضًا: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا” (رواه الترمذي وأحمد في مسنده).

وعليه قرر المجمع ما يلي:

1- توعية المسن بما يحفظ صحته الجسدية والروحية والاجتماعية، ومواصلة تعريفه بالأحكام الدينية التي يحتاجها في عبادته ومعاملاته وأحواله، وتقوية صلته بربه وحسن ظنه بعفو ربه ومغفرته.
2- التأكيد على أهمية عضوية المسنين في المجتمع، وتمتعهم بجميع حقوق الإنسان.
3- أن تكون أسرهم هي المكان الأساس الذي يعيشون فيه ليستمتعوا بالحياة العائلية، وليبرهم أولادهم وأحفادهم، وينعموا بصلة أقربائهم وأصدقائهم وجيرانهم؛ فإن لم تكن لهم أسر فينبغي أن يوفر لهم الجو العائلي في دور المسنين.
4- توعية المجتمع بمكانة المسنين وحقوقهم من خلال مناهج التعليم والبرامج الإعلامية مع التركيز على بر الوالدين.
5- إنشاء دور الرعاية للمسنين الذين لا عائل لهم، أو تعجز عائلتهم عن القيام بهم.
6- الاهتمام بطب الشيخوخة في كليات الطب والمعاهد الصحية، وتدريب بعض الأطباء على اكتشاف وعلاج أمراض المسنين، مع تخصيص أقسام لأمراض الشيخوخة في المستشفيات.
7- تخصيص مقاعد للمسنين في وسائل النقل والأماكن العامة ومواقف السيارات وغيرها لرعايتهم.