إن بر الزوج لأهله مطلوب كبر الزوجة لأهلها، وكذلك فإن حق أهل الزوج في رؤية حفيدهم أكثر وقت ممكن ثابت لهم كحق الزوجة وأهلها في قضاء أكثر وقت ممكن، وكذلك فإن صلة الزوجة لأقاربها النساء والمحارم كالخالات والعمات ونحوهم واجب ، ولا يحق لأهل زوجها منعها من أدائه، ولكن ….:

يجب الموازنة بين الحقوق والواجبات، أو بين حقوق الزوجة وحقوق أهل زوجها، وذلك يكون بالتفاهم والتراضي والإيثار والتسامح، ففي الحديث : ” لن يؤمن أحكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، وقد مدح الله تعالى صحابة رسول الله ورضي عنهم بأنهم : ( ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).

ولا يكون الزوج عاقا بأهله إذا وافق على قضاء زوجته نصف الوقت مع أهلها ونصفه الآخر مع أهله.

وإذا كانا في بلد واحد والسكنان متقاربان فالمشكلة محلولة، فلا مانع من قضاء الزوجة النهار مع أهلها في بعض الأيام مع المبيت مع زوجها في بيت أهله، ومن حق الزوجة أن تستقل مع زوجها مسكنا، ولو حجرة خاصة بهم ، كما يمكن أن تترك لأهل زوجها حفيدهم ـ ولدها ـ بالنهار ولو في بعض الأيام، لأن الذي يهمهم أن يبقى حفيدهم بجوارهم، لا هي بالتحديد ، فيمكن الجمع بين البقاء مع أهل الزوجة وبقاء حفيدهم معهم ، والأمر لا يحتاج من الزوجين إلا أكثر موازنة مع التراضي والتسامح، ولا بد أن يتنازل كل منهما. عن بعض ما يحب أو يظن أنه حقه من أجل الآخر ، حتى تصفو القلوب ولا توغل الصدور.