للطفل فى الإسلام حق الرعاية الشاملة :
الرعاية المادية؛ فنوفر له المأكل المناسب والمشرب المناسب والملبس المناسب والتعليم المناسب.
و الرعاية العاطفية أيضاً فالطفل ليس في حاجة إلى أن يأكل فقط بل هو في حاجة إلى الحنان والحب ولذلك عُني الإسلام باليتيم حتى يستطيع هذا الطفل أن يجد بديلاً لأبويه إذا حُرم من الأبوين، فلابد أن نوفر الرعاية المادية والأدبية.
والطريقة الإسلامية في الرعاية هي طريقة وسط بين طريقتين، طريقة القسوة وطريقة التدليل، فهناك أناس يعتمدون القسوة في التعامل مع الأولاد كما رأينا زعماء البادية وزعماء قبائل الأعراب، فقد دخل أحد الأعراب على النبي ﷺ فرآه يقبِّل أحد أحفاده فقال أوتُقبِّلون أولادكم؟ والله إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت واحداً منهم، فقال له النبي ﷺ “أوأملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟”، ماذا أفعل لك إذا كنت منـزوع الرحمة حتى أولادك لا تقبِّلهم !!وكأنه يعتبر أن هذا لا يليق بعظمة شيخ القبيلة ، فرعاية الأولاد وتقبيل الأولاد واحتضان الأولاد من الأمور الهامة فى الرعاية، ولكن هنا نجد السلف حذروا من أن نفرق بين الأولاد في هذه الناحية، فمثلاً لا نحتضن الذكور ونترك الإناث أو نحتضن الولد الأخير ولا نحتضن الكبير، أو نحتضن أولاد المرأة الجديدة ولا نهتم بأولاد المرأة القديمة، هذا كله يفسد، فلابد أن تعامل الأولاد معاملة واحدة، ولذلك كان السلف يسوُّون بين الأولاد في كل شيء.
وكذلك يجب على الأب أن يكون حذراً في التعامل مع أولاده، فالقسوة ممنوعة والتدليل أيضاً ممنوع، فبعض الآباء يدلِّل الأولاد فيجيبونهم إلى كل ما يريدون، فكل شيء متاح لهم وكل طلباتهم مجابة، هذا ليس إصلاحاً للأولاد بل هو يفسدهم، فنحن نريد طريقة وسطاً في الرعاية لا هي طريقة القساة ولا طريقة المدلِّلين إنما تُراعى هذه الأشياء بميزان وبحساب بحيث يعطى كل ذي حق حقه.