لا يُوجد حديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذا اللفظ، ذلك أن الخُلق كما عبَّر عنه العلماء مَلَكَة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال بيُسْرٍ وسهولة من غير فِكْرٍ ولا رَوية، ولا يمكن أن يُعبر عن صفات الله مثل الرحمة والعدل بأنها آثار لملكة راسخة في النفس .
والذي ورد أن السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ سُئِلَت عن أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت : كان خُلُقُه القرآن . رواه مسلم وغيره، وجاء في زيادة : يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه .

وقد علَّق العارف بالله عمر شهاب الدين بن محمد بن عمر السهروردي المتوفَّى ببغداد في المحرم سنة 632 هـ ـ في كتابة عوارف المعارف على قول السيدة عائشة بقوله:

ولا يبْعُد أن قول عائشة رضى الله عنها : كان خُلُقُه القرآن فيه رمزٌ غامض وإيماءٌ إلى الأخلاق الرَّبَّانية، فاحتشمت الحضرة الإلهية أن تقول : كان متخلقًا بأخلاق الله تعالى، فعبَّرت عن المعنى بقولها : كان خُلُقُه القرآن، استحياء من سُبُحات الجلال، وسترًا للحال بلطيف المقال، وهذا من وَفْرَة عَقْلِها وكمال أدبها . ” الزرقاني على المواهب اللدنية ج4 ص 246 ” .

فإذا جاء التعبير على لسان بعض رجال التصوُّف بلفظ ” أخلاق الله ” فلم يجئ هذا التعبير عن النبي صلى الله عليه وسلم . وإن كانت صفات الله سبحانه معروفة .

“الفتاوى من أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام لفضيلة الشيخ عطية صقر (1/18-19) المكتبة التوفيقية ـ القاهرة”