يعيد الله صورة الإنسان إلى آخر وضع كان عليه في الدنيا ، حتى يحشر ويحاسب ، فإذا حشر وحوسب ، فإن صورته تتغير ، فإن كان من أهل الجنة فإن صورته تكون كالقمر في ليلة البدر ،أو على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، صورتهم على صورة نبي الله آدم . وإذا كان من أهل النار فإن جسده يتعاظم مبالغة في تعذيبه .

يقول الشيخ محمد صالح المنجد:
إذا مات ابن آدم تحلَّل جسده وفني إلا عجْب الذنب وهي عظم في أسفل الظهر ، فإذا قامت القيامة أنبت الله تعالى الأجساد بمطر على الأرض يُنبت الأجساد من هذا العظم فيعود خلق الإنسان كما كان قبل موته .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين النفختين أربعون . قال : أربعون يوما ؟ قال : أبيتُ ، قال : أربعون شهراً ؟ قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ؟ قال : أبيت .
قال : ثم يُنزل اللهُ من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجْب الذنَب ومنه يركب الخلق يوم القيامة . رواه البخاري ( 4651 ) ومسلم ( 2955 ) .
قال النووي :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين النفختين أربعون قالوا : يا أبا هريرة أربعين يوما قال : أبيت . . . إلى آخره ) معناه : أبيتُ أن أجزم أن المراد أربعون يوماً ، أو سنةً ، أو شهراً ، بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة ، وقد جاءت مفسرة من رواية غيره في غير مسلم أربعون سنة .
قوله : ( عجَب الذنَب ) هو بفتح العين وإسكان الجيم أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب ، وهو رأس العصعص ، ويقال له ( عجم ) بالميم ، وهو أول ما يخلق من الآدمي ، وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه . ” شرح مسلم ” ( 18 / 92 ) .
وإذا خرج من قبره وحشر وحوسب يبقى جسده كما كان قبل موته ، فإذا دخل أهل الجنة الجنَّةَ ، ودخل أهل النار النارَ غيَّر الله صُوَرهم وأشكالهم .
وفي صفة أهل النار ورد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع . رواه البخاري ( 6186 ) ومسلم ( 2852 ) .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ضرس الكافر – أو : ناب الكافر – مثل أُحُد ، وغِلَظ جلده مسيرة ثلاث ” . رواه مسلم ( 2851 ) .
وفي صفة أهل الجنة ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورَشَحهم(عرقهم ) المسك ، ومجامرهم(مباخرهم) الأَلُوَّة الألنجوج عود الطيب ، وأزواجهم الحور العين ، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء ” . رواه البخاري ( 3149 ) ومسلم ( 2834 ) .
وعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” يَدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جرداً مرداً مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة ” . رواه الترمذي ( 2545 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في ” صحيح الجامع ” ( 8072 ) .