زنى القلب هو تشهي الزنى وتمنى الوقوع فيه، والفرج يصدق هذا أو يكذبه.

وللنفس حركات منها الخاطِر والهاجس وحديث النفس والهم والعزم. وقد صح الحديث بأن مَن هَمَّ بحسنة ولم يعملها كُتِبَتْ له حسنة، فإنْ عَمِلَها كتبت له عشر حسنات، ومن همَّ بسيئة ولم يعملها لم تكتب سيئة، فإن عَمِلَها كتبت سيئة واحدة.

والعزم هو الهَمُّ المصمِّم المقارب للتنفيذ وقد صح الحديث بالمؤاخذة عليه إذا كان في سيئة، وجاء ذلك في حديث المسلمين اللذين يلتقيان بسيفهما، وأن المقتول سيدخل النار أيضًا كالقاتل؛ لأنّه كان حريصًا على قتل صاحبه.

والحركات النفسيّة التي قبل مرحلتي الهم والعزم لا مؤاخذة عليها، لأنّها تعرض لكل الناس تقريبًا، والمؤاخذة عليها تكليف بما لا يطاق، وقد صح في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم:” إن الله تجاوَز لأمَّتِي عمّا حدَّثت به نفسَها ما لم تعمل أو تتكلّم”.

إنَّ تمنِّيَ المحرمات وتخيُّلَها إن لم يصل إلى درجة الهمِّ والعزم فلا مؤاخذة عليه. ووليضع المسلم أمامه قول الله تعالى:( وإمّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فاسْتَعِذْ بِاللهِ إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَليمُ ) (سورة فصلت : 36).

وعليه أن يقطع التفكير في السوء الذي تتشوف إليه نفسه وتتمناه، فقد يجرّ ذلك إلى أخذ خطوة لتنفيذه بالهم أو العزم.