هناك عدة احتمالات ذكرها المفسرون في سبب تعريف الذكور وتنكير الإناث في سورة الشورى، أقربها فيما نرى مراعاة الفواصل، وذلك أن هذه الآية وما قبلها وما بعدها مختوم بحرف الراء، فلو أنه نكر الذكور فإنه كان سيختمها بحرف الألف لأنها منصوبة ( مفعول به) فتضطرب الفواصل.

يقول ابن عاشور في تفسيره:-

وتنكير { إناثاً } لأن التنكير هو الأصل في أسماء الأجناس وتعريف { الذكور } باللام لأنهم الصنف المعهود للمخاطبين ، فاللام لتعريف الجنس وإنما يصار إلى تعريف الجنس لمقصد ، أي يهب ذلك الصنف الذي تعهدونه وتتحدثون به وترْغبون فيه على حدّ قول العرب : أرسَلَها العِراك . انتهى.

وقال أبو السعود:-

لعلَّ تقديمَ الإناث لأنَّها أكثرُ لتكثيرِ النسلِ أولأنَّ مساقَ الآيةِ للدلالةِ على أنَّ الواقعَ ما تتعلقُ به مشيئته تعالى لا ما تتعلقُ به مشيئة الإنسانِ والإناثُ كذلكَ أو لأنَّ الكلامَ في البلاءِ والعربُ تعدُّهنَّ أعظمَ البَلاَيا أو لتطييبِ قلوبِ آبائِهنَّ، أو للمحافظةِ على الفواصلِ ولذلكَ عرَّفَ الذكورَ أو لجبرِ التأخيرِ.