اتفق المسلمون على أن من أنكر الصلاة جاحدا لها أي غير مؤمن بفرضيتها فقد كفر.
وأما من آمن بوجوبها إلا أنه يتركها كسلا وتهاونا فقد اختلف العلماء في حكمه إلى اتجاهين:-
الاتجاه الأول: يرى أنه أتى كبيرة من الكبائر إلا أنه ليس بكافر، وقد رأى بعض أصحاب هذا المذهب أنه يقتل إذا رفض التوبة على أنه أتى حدا من الحدود في الإسلام كما يقتل الزاني المحصن إلا أن القتل لا يخرجه من الإسلام، والقتل للإمام وليس لآحاد الأمة. ويرى بعض أصحاب هذا الاتجاه أنه لا يقتل ولكنه يحبس فقط، المهم أنه لا يكون كافرا ، و هذا الاتجاه يمثله جمهور الأمة من الأحناف والمالكية والشافعية.
الاتجاه الثاني: يرى أنه كافر ويقتل على أنه كافر ومن مقتضيات القول بتكفيره أنه لا يدفن في مقابر المسلمين ولا يصلى عليه ولا يغسل، ويفرق بينه وبين زوجته وينسب هذا الاتجاه إلى بعض السلف من الصحابة وغيرهم ، كما ينسب إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل إلا أن أشهر موسوعة في الفقه الحنبلي وهي كتاب المغني لابن قدامة رجحت أنه ليس بكافر على مذهب الإمام أحمد، وبالتالي تكون العلاقة بينه وبين زوجته صحيحة لا شائبة فيها، وهذه الرواية عن الإمام أحمد التي رجحها ابن قدامة الحنبلي تلتقي مع مذهب جمهور الفقهاء من المالكية والحنفية والشافعية.

وقد ذكر الإمام ابن قدامة صاحب كتاب المغني أن التاريخ لم يسجل لقضاة المسلمين أنهم فرقوا بين الرجل وزوجته بسبب ترك الصلاة بالرغم من كثرة تاركيها على مر الزمان.

وعلى هذا فالزوج غير كافر طالما أنه يؤمن بوجوب الصلاة،ولكنه في أقل أحواله فاسق، ولا يشفع له حبه للبر والخير ولا مساعدته للناس، وعلى الزوجة أن تنصحه باستمرار، وأن تدعوه إلى الصلاة دون يأس، وأن تخوفه من عاقبة تركها، وأن تحيطه بالصحبة الصالحة التي تأخذ بيده إلى طريق الحق، فللصحبة مفعول السحر في مثل هذه الحالات.
فالدعوة المباشرة المكشوفة التي تعتد على صيغة الأمر والطلب يمجها الإنسان وينفر منها ، ولكنه لو أحيط بطائفة ملتزمة فستتسرب إليه أخلاقهم وصفاتهم دون طلب منهم أو أمر ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ” المرء على دين خليله
ولتستعين الزوجة بدعوات السحر ، فتقوم في السحر ، ولتسأل الله أن يأخذ بناصيته إليه ، ولتكثر من الدعاء ب ” ربنا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً” (الفرقان : 74 )

ولا بد للزوجة أن تتذكر قول الله تعالى : ” كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء : 94 ) ولتعلم لو أن الله أكرمها بهدايته فلهو خير لها في دينها، ولهو أحسن لها من الدنيا وما فيها ، فلتجعله مشروعها الدعوي ، ولتتفنن في تنويع أسلوب دعوته، ومن الأمور النافعة أن تعرضه لسماع المواعظ المؤثرة من العلماء والوعاظ المتميزين ، ولا تطلب منه أن يسمع مباشرة ، ولكن تتظاهر بأنها تشغل المحاضرة له في أوقات تواجده، ولتبدء معه بمحاضرات الرقائق والوعظ، والكلام عن الجنة ، والنار ، وعن صفات الله تعالى ، وإنعامه على الخلق ، وقصص التائبين، ولا تبدء معه بالتكاليف من الصلاة ونحوها ، ولا تعجل عليه.
على أنها إذا أحبت الطلاق منه على حاله هذه فإنها لن تأثم، ولكن سيفوتها أجر دعوته وهدايته.