الأحاديث التي جاء فيها النهي عن استخدام الماء المسخن بالشمس وغيره أحاديث باطلة لم يصح منها شيء، وقد بين ذلك علماء الحديث القدامى والمحدثون، وعليه فلا مانع من استخدام الماء المسخن بالشمس وغيره في تغسيل الموتى وغيرهم من أنواع التطهير على أن يراعى أن يكون الماء فاترا بحيث لا يضر.

كما لا مانع من تسخين الماء الذي قريء عليه شيء من القرآن والأذكار.

‏يقول الدكتور حسام الدين عفانه أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس عن تسخين الماء لغسل الميت:

لا حرج في تغسيل الميت بالماء المسخن بالسخان الشمسي أو غيره من وسائل تسخين الماء، ولم يرد في الشرع ما يمنع ذلك، وماورد من أحاديث وآثار في منع استعمال الماء المسخن، أو المشمس وهو الذي يسخن عن طريق الشمس فكلها باطلة لا تصح ولا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن هذه الأحاديث الباطلة ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عائشة رضي الله عنها عن تشميس الماء وقال لها :( لا تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص ) فهذا الحديث مكذوب، وفي سنده كذاب كما ذكره أهل الحديث . جاء ذلك في التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر. وقد ذكر ابن الجوزي حديث عائشة في الموضوعات أي الأحاديث المكذوبة .جاء ذلك في كتاب نصب الراية للزيلعي.

ومثله ما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت :( نهى رسول الله أن نتوضأ بالماء المشمس، أو نغتسل فيه ) وفيه راو يضع الحديث كما قال ابن حبان. انظر التلخيص الحبير .
ومثله ما روي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :( لا تغتسلوا بالماء الذي يسخن في الشمس فإنه يعدي من البرص ) وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات .

وقال العقيلي : لا يصح في الماء المشمس حديث مسند . انظر نصب الراية .

وذكر الشوكاني أحاديث الماء المشمس في كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة .

وحكم الألباني على حديث عائشة في الماء المشمس بأنه موضوع أي مكذوب وذكر طرقه، وفصل الكلام عليها في كتابه إرواء الغليل .

وخلاصة الأمر أنه يجوز تغسيل الميت بالماء المسخن بالسخان الشمسي وغيره ولا كراهة في ذلك