شرع الله للرجل أن يتزوج لمقاصد كثيرة، منها أن يُعِفَّ نفسه، ويعف أختًا من المسلمات، وينجب الأولاد؛ ليصلحوا الدنيا ويكونوا صالحين في الدنيا. إنها فطرة الله وسنة الحياة.. فإذا كان الرجل لا تكفيه امرأة واحدة؛ لأن لديه الرغبة في أكثر من امرأة حيث لا تكفيه واحدة، أو لأنه يفكر في غيرها، فلهذا الرجل الزواج بأخرى لكي لا يقع في الحرام، نعم له أن يُعف نفسه بأخرى، ولا يحتاج إلى إذن من الأولى ولا من غيرها؛ لأن الله تعالى هو الذي أذن له بذلك
وقد كتب الله عليه أن يعدل بين أزواجه في النفقة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، بحكم البشرية، أما ما لا يستطاع -وهو أنه يحب واحدة منهن- فهذا ما لا يستطيعه أحد من البشر، فحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُعرف عنه أنه كان يحب عائشة رضي الله عنها أكثر من بقية زوجاته؛ وهنا يقول لربه عز وجل: “اللهم هذا قسمي في أملك فاغفر لي ما لا أملك” فذلك لميله أكثر إلى عائشة لعدم استطاعته العدل في القلب، فالقلوب بين أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء.
وإن كانت القوانين الوضعية في بعض البلدان جعلت زواج الرجل من الثانية بإذن الزوجة الأولى، فهذا لم يشترطه الشرع ولكن اشترطته هذه القوانين.