يجب على الآباء أن يقوموا دائما بتصحيح المفاهيم في عقول الأبناء التي يترتب عليها السلوك الحسن في الصغر والكبر، ودائمًا كان الصحابة يربون أبناءهم على الإخلاص في النية، وعلى تفعيل التوحيد كمنهج للحياة في حياتهم وليس فقط لإدراك وحدانية الله، بل لإدراك مراده سبحانه من خلقه، وأن هذه الحياة الدنيا ينبغي أن تكون في أيدينا ولا تكون في قلوبنا، وأن الدنيا إلى زوال وأنها مزرعة للآخرة، وأن عمارتها جزء من عبادة الله.

قال تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”.

وقال: “هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها”.

وقال: “إني جاعل في الأرض خليفة” وقال: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.

وقال: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”.

وقال: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى”.

ويجب على الآباء أن يتعاهدوا تعليم أبنائهم كيف يعبدون الله حق عبادته، وفي سورة لقمان يبن الله سبحانه وتعالى كيف يجب على الآباء أن يربوا أبنائهم فقد بدأت الآيات أولا بالتوحيد لأهميته ثم بر الوالدين ثم الصلاة وبقية تعاليم الدين.

قال تعالى: وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ  وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ  وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ  يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٖ فَتَكُن فِي صَخۡرَةٍ أَوۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَأۡتِ بِهَا ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ  يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ  وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ  وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ 

فننصح كل مسلم أن يرجع إلى تفسير هذه الآيات ووضعها كخطوط رئيسية في تربية الأبناء، كذلك ننصح بقراءة السيرة النبوية وسيرة الصحابة كي يتعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التربية وهدي صحابته الكرام.