ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يحرم تجسيد الأنبياء في المسلسلات والأفلام، ووقع الخلاف في تجسيد الصحابة والصالحين فهناك من ذهب إلى القول بالجواز وهناك من ذهب إلى القول بالمنع، ما لم يتضمن ذلك أي نوع من الامتهان أو الانتقاص من قدرهم فتجسيدهم في هذه الحالة يكون حراما، ومن ثم فتجسيد صورة مريم –رضي الله عنها- أمر محل خلاف.

يقول سماحة المستشار فيصل مولوي -رحمه الله تعالى -نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء-:
إن تجسيد الأنبياء والمرسلين في أشخاص يقومون بأدوارهم حرام في رأي جمهور علماء الإسلام المعاصرين، أما من عداهم من الصالحين والصحابة الكرام فأمر فيه خلاف، ومنهم من ينظر إلى مرتبة هذا الصحابي أو الصالح الذي تجسد صورته في شخص يمثلها. وشخصية مريم البتول من الصنف الأخير.

وجاء في فتوى الشيخ حسنين مخلوف في شهر مايو 1950 م ” الفتاوى الإسلامية ـ المجلد الرابع صفحة 1297 ” ولجنة الفتوى بالأزهر في شهر يونيه 1968 م، ومجلس مجمع البحوث الإسلامية في فبراير 1972، والمؤتمر الثامن للمجمع في أكتوبر 1977 م، ومجلس المجمع في أبريل 1978 م، ودار الإفتاء في أغسطس 1980 م ما يلي:

يحرم تمثيل الأنبياء والرسل أو تصويرُهم أو التعْبِير عنهم بأية وسيلة من الوسائل، ومُنْطَلَق التحريم هو أن درءَ المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح، فإذا كانت الثقافة تحتاج إلى خروج على الآداب فإن الضرر من ذلك يفوق المصلحة ـ وذلك إلى جانب مُبَرِّرات التحريم التي سبق ذكرها ـ

كما جاء في عبارة دار الإفتاء: أن عِصْمَةَ الله لأنبيائه ورُسُله من أن يتمثل بهم شيطان مانعة من أن يمثل شخصياتهم إنسان، ويمتد ذلك إلى أصولهم وفروعهم وزوجاتهم وصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن جهة العِبْرَة من قصص الأنبياء قال : كيف تتأتَّى الاستفادة من تمثيل إنسان لشخص نبي، ومن قبلُ مَثَّل شخص عِرْبِيدٌ مُقَامِر سِكِّير رفيقُ حَانَاتٍ وأخ للدِّعارة والدَّاعِرَات، ومن بَعْدُ يمثل كل أولئك أو كثيرًا منهم؟.