يقول الدكتور عبد الحليم محمود -رحمه الله-:

مَنْ أدَّى فريضة الصلاة في غير موعدها ولم يكن متعمدًا في ذلك التأخير، وكان تأخيرها نتيجة نسيان أو نوم فلا حرج عليه لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “رُفِعَ عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرِهوا عليه.

وإن كان تأخيرها: نتيجة اشتغالٍ بِبَعْضِ الأعمال فمؤخِّرُها آثمٌ وعليه أداءها فورًا إذا تذكَّر حَقَّ الله عليه في أدائها لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “العهدُ الذي بينَنَا وبينهم الصلاة، فمَنْ تَرَكَهَا فقد كفر”.

وعلى المسلم الذي يُريد أن لا يتعرَّض لغضب الله ـ عَزَّ وجَلَّ ـ ويريد الحظوة برضوان الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يُبادِر بالصلاة لأول وقتها وفى جماعتها الأولى مَتَى تيسر له ذلك. وفى البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “والذي نفسي بيده قد هممتُ أنْ آمُرَ بَحَطَبٍ فيُحْطَب ثم آمُرَ بالصلاة فيؤذن لها. ثم آمُرَ رجُلًا فيؤمَّ لها. ثم آمر رجلًا فيؤم الناس، ثم أُخالِف إلى رجال أحرق عليهم بيوتهم”.

لهذا نرى المبادأة بالصلاة في وقتها كيلًا يعرض للإنسان من شواغل الحياة ما قد يحول بينه وبينها، بل ربَّما وافاه الأجل المحتوم قبل أدائها، فيكون مَلُومًا بِتَرْكِ المُبَادَرة إليها.