من الأمور التي لا تأخر عن موعدها هو تزويج الفتاة إذا جاء من هو كفء لها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه، ومن ثم فإن تأجيل زواج الفتاة حتى تنتهي الدراسة لا تعلم له حكمة مشروعية، بل ربما يترتب عليه فرار أو هجر أو ذهاب هذا المتقدم للزواج؛ لأنه ربما كان له غرض صحيح في إتمام الزواج في الوقت الحاضر، وربما كان تأخير هذا الزواج في غير صالح الفتاة التي يراد الزواج منها.

وليست الدراسة بمانعة من إتمام الزواج فإن الكثيرات ممن يعددن الرسائل العلمية والبحوث المعمقة في مجالات العلم المختلفة إنما يعددن أعمالهن العلمية وهن متزوجات، ولا تمنعهن زيجاتهن عن إتمام هذه الأعمال العلمية، بل ربما كان هذا الزواج حافزا ومساعدا لهن في الفراغ من هذه الأعمال في زمن قياسي، وواقع الناس يؤكد هذا الكلام.

وأما بالنسبة للسن المناسبة للزواج فإن المرأة إذا أطاقت الوطء واستطاعت أن تقوم بأمر بيت زوجها فإنها تصلح لأن يتزوج بها وأن يدخل بها هذا الزوج، ولا يضر هذا بها فإن الشارع لم يحدد سنا معينة للزواج بدليل أن السيدة عائشة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى بنت تسع سنين وقد كانت فتاة صغيرة تلهوا بلعبها وكان يسرب إليها صويحباتها ليلعبن معها وهى في بيت الزوجية.