ما عليه جمهور العلماء أن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم كان في ربيع الأول ،وليس في محرم ،والقول بأن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم كان في عاشوراء يخالف ما عليه جمهور العلماء.

يقول الدكتور رفعت فوزي رئيس قسم الشريعة الأسبق بكلية دار العلوم:

روى ابن أبي شيبة في مصنَّفه عن عفّان، عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس أنَّهما قالا: وُلِدَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عامَ الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بُعِثَ وفيه عُرِج به إلى السماء، وفيه هاجَر وفيه مات.

قال ابن كثير: وهذا هو المشهور عند الجمهور، وذكر السُّهيلي أن مولده ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في العشرين من نيسان ـ أي أبريل وهذا يوافِق فصل الربيع، وكما قال بعض أهل المعاني: كان مولده ـ صلى الله عليه وسلم ـ في فصل الربيع، وهو أعدل الفصول، ليله ونهاره معتدلان بين الحَرِّ والبرد.
أمَّا القول بأنه ـ صلَّى الله عليه وسلم ـ وُلِدَ في يوم عاشوراء فهو يُخالف ما عليه جمهور العلماء؛ بل جمهور المسلمين، وفي ظنِّي أن هذا القول جاء من كون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد عام الفيل، وكان قدوم الفيل ـ كما ذكره كتاب السير في المحرّم فظنُّوا أن معناه أنه وُلِدَ في المحرّم خاصة أن بعض الروايات قالت: يوم الفيل. ويُطلق الوقت، ويُراد به مطلَق الوقت أيضًا. وهو كما قُلنا مخالِف لما عليه جمهور المسلمين.

قال السُّهيلي عن مولده ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ربيع: وهو المعروف، ونقل بعضهم فيه الإجماع: وأنشدوا قائلين:
يقول لنا لِسانُ الحَالِ مِنْهُ وقَوْلُ الحالِ يَعْذُبُ للسَّمِيعِ
فَوَجْهِيَ والزَّمانُ وشَهْرُ وَضْعِي رَبِيعٌ فِي رَبِيعٍ فِي رَبِيعٍ
صلوات الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله يوم وُلِدتَ ويوم متَّ ويوم تبعث حيًّا، فقد أحيا الله ـ تعالى ـ بمولدك المَوات ،وفتح بك المُغلقَ ،وأعاد إلى الدنيا ربيعَها في ظل التوحيد الخالِص لله رب العالمين.