يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم من علماء الأزهر وشيخ المسجد الزينبي بالقاهرة : ـ

القرآن العظيم هو كلام الله تعالى نزل به الروح الأمين، على قلب النبي صلى الله عليه وسلم: “يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم” (الآية: 16 من سورة المائدة).

فمن الواجب أن تخشع له القلوب، وتنفطر عند سماعه، ففيه الوعد الحق بالنعيم الخالد لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى “وفيه الوعيد الشديد بالعذاب الأليم، لمن أعرض عن ذكر ربه واتبع هواه وكان أمره فرطًا” ولو أن جبلاً من الجبال أنزل عليه هذا القرآن وأودعه الله عقلاً وفكرًا لانقاد هذا الجبل لمواعظ القرآن وزواجره، ولرأيته مع رزانته وصلابته وقوة تماسكه خاشعًا متصدعًا من خشية الله.

لكن كثيرًا من المسلمين تهاونوا في إجلال كتاب الله واحترامه، وتقديسه وتعظيمه، حتى إن بعضهم لا يستحي أن يبيع تجارته وبضاعته في قراطيس بها آيات قرآنية، وأحاديث نبوية ثم إن بعض تلاميذ المدارس ما يكادون ينتهون من دراستهم حتى يبادروا ببيع ما لديهم من الكتب الدينية وبها سور من القرآن وكثير من أحاديث الرسول الكريم يبيعونها لبدال أو بقال أو عطار ليتصرف فيها كما يشتهي ويريد.

ومن هنا لم يبارك الله للبائع في مبيعاته ولا للمشتري في مشترياته، ولم يبارك للتلميذ في دراسته ولا في تحصيل دروسه وعلومه وباء الجميع بالفشل والضياع في معترك الحياة.
فليوقر كل مسلم كتاب الله فهناك أوراق بيضاء يمكن أن تلف فيها البضاعة المباعة والمشتراة فمن وقر القرآن رفع الله قدره ومن امتهنه جعل الله فقره بين عينيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين” رواه مسلم.
والله أعلم