لا بأس بأن تبحث المرأة عن زوج صالح لها، ولكن ليكن ذلك بواسطة أبيها أو أحد الموثوق فيهم من أهلها، أو من الصالحين، حفاظا على حيائها، وصونا لها عن عرضها نفسها مباشرة على أحد الرجال للزواج، ومع ذلك إذا لم تجد وسيلة إلا العرض المباشر فلا حرمة فيه.

يقول الدكتور عبد الفتاح عاشور ـ الأستاذ بجامعة الأزهر:
إن علمت الفتاة المسلمة برغبة شاب صالح في الزواج فلا مانع يمنعها من اتخاذ ما يرغبه فيها ، ولكن لا يكون ذلك عن طريق اللقاء ولا الحديث المباشر ، وإنما عن طريق والديها ومن تثق فيه من محارمهما ، فقد أرسلت السيدة خديجة رضي الله عنها إلى محمد صلى الله عليه وسلم قريبة لها لتعرف رغبته في الزواج ، فلما علمت برغبته فيه عرضت نفسها عليه وقالت له : يا ابن عم، إنى قد رغبت فيك لقرابتك وشرفك في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك .

وقد بوَّب الإمام البخاري في كتاب النكاح بابين : باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، وساق فيه حديثين ، وباب عرض الإنسان ابنته وأخته على أهل الخير ؛ وذكر فيه ما كان من عرض عمر ابنته حفصة بعد وفاة زوجها على عثمان ثم على أبى بكر إلى أن خطبها رسول الله وتزوجها ، يقول عمر : فلقيني أبوبكر فقال لعلك وجدت على حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا قال عمر: قلت نعم ، قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فما عرضت على إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلتها .

فاجعلي أيتها المسلمة البحث عن الزوج الصالح لأبيك ومن تثقين فيهم والله يقدر لك الخير حيث كان. (انتهى) .