الوسواس: مرض قديم تجدد في هذا الزمان واشتهر، وأصيب به عدد من الناس غير قليل ، وألقى المرض بظلاله عليهم، خاصة في بابي الطهارة والصلاة، فضلا عن النكاح والطلاق.

والموسوس يظن أنه حينما يعنت نفسه ويعنيها ، ويعيد الوضوء تلو الوضوء والصلاة تلو الصلاة أنه يحتاط في دينه، وقد أنكر العلماء من جميع المذاهب على الموسوسين ما أعنتوا به أنفسهم، وإن الله عن تعذيبهم أنفسهم لغني، وهو سبحانه يريد بهم اليسر، ولا يريد بهم العسر.

ومن أوائل العلماء الذين صنّفوا في التحذير من الوسوسة، وذم الموسوسين: الشيخ الإمام أبو محمد الجويني من الشافعية، وهو والد إمام الحرمين، ورغم أن الشافعية يعتبرون أشد المذاهب الأربعة في مسائل الطهارة والنجاسة، نجدهم ينكرون على المتنطعين في الدين تنطعهم، ويجتهدون أن يردوهم من الغلو إلى الاعتدال.

وبصفة عامة فالوسواس إذا كان سببه الشيطان، فإن الاستعاذة بالله، والاستعانة به، وتلاوة الأذكار، والرقى المتعلقة بذلك تفيد في طرده وإزالة الوسوسة ؛ لأن الشيطان يخنس بهذا كما أخبرنا الله تعالى ” مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ  [الناس: 4].

أما إن كان الوسواس له أسباب مادية محسوسة، فالواجب مع الاستعانة بالله ، والدعاء والضراعة إليه عرض الحالة على طبيب مختص ، كما قال تعالى: (ولَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)  [فاطر: 14]